الحدث – القاهرة
يا منه يا حبيبتي ..بقالك اسبوعين حابسه نفسك في اوضتك والاكل والشرب بالعافيه ..يا بنتي متوجعيش قلبي عليكي دا انتي بنتي الوحيده وكسرت شبابي عليكي من وقت ما ابوكي مات الله يرحمه وهو في عز شبابه.
ايه يعني اتطلقتي ..مش نهايه الدنيا ..ح تموتي نفسك عشان واحد باعك !!!
منه شابه جميله نشأت مع والدتها وجدتها بعد ان توفي والدها الذي اتسم بالأخلاق العاليه والطيبه والرجولة..توفي الاب في حادث اليم وعمره ٣٨ سنه وترك زوجه شابه وطفله عمرها ٨ سنوات .
بعد شهور الحداد اخذت الزوجه قرار ان تربي ابنتها وتعيش علي ذكري زوجها الحبيب الشهم .
و مرت سنوات قامت فيه الام بدور الام والاب معا وصبت جميع المشاعر الإنسانيه التي تفقدها وحولتها الي طاقه جباره للاهتمام والحب والرعاية..ولكن يظل هناك الوجه الآخر للعمله.. قامت الام بالتحكم المفرط في كل ما يخص ابنتها منه ..الام هي التي تختار الملابس ..الالوان ..الرياضه . الهوايات..
لم تمنح الام اي فرصه لابنتها لتختار وتخطيء وتجرب
وتخوض الحياه ..كانت منه هي كل الحياه للأم.. ولكن الام حرمت منه من ان تعيش حياتها .
تحولت منه الي روبوت ..بتتلقي الأوامر وتطيع دون نقاش او تذمر ..وعندما حدث التمرد في مرات قليله ..كان رد الفعل عنيف وجارح مليء بالغضب ومشحون بالقسوه .. تذكير مستمر للبنت بمدي التضحيات التي قامت بها الام بالتفرغ لتربيتها وعدم الزواج مره اخري ومدي الوحده والحرمان الذي تحملته الام من أجلها .. وفي المقابل يجب علي منه أن تقدم فروض الولاء والطاعه والاذعان وقبول كل ماهو ضد رغبتها .
عندما تقدم ياسر لخطبه منه ..قامت الام بدراسه الصفات والمزايا من وجهه نظرها ..عريس مقتدر ماديا ومن اسره محترمه ظاهريا واكبر من منه ب عشر سنوات وفي منصب محترم ..ولم تضع في اعتبارها الشده الواضحه في التعامل والبخل العاطفي والنادي وسيطره الام علي كل قرارات ياسر .
لم تشعر منه بالارتياح ل ياسر ولكنها تعودت ان تقبل ما تقدمه لها الام ..
للاسف شخصيه منه ضعيفه ..مهزوزه ..فاقده لثقتها بنفسها ولقدرتها علي الاختيار السليم ..لا تستطيع قول
“لا” والا واجهت طوفان البكاء والاتهام بالجحود وعدم التقدير لتضحيات الام التي تخطط لضمان مستقبل ابنتها الوحيده.
وافقت منه علي اختيار الام ومنذ اليوم الأول للزواج اصبحت منه كتاب مفتوح ل ياسر.. هو يعلم تماما مفاتيحها وكيفيه السيطره عليها بكثره الانتقادات والتقليل من شأنها حتي تظل عجينه لينه يستطيع تشكيلها بسهوله.دورها محدد في البيت مجرد سيده لتلبيه احتياجات وطلبات الزوج ولو أبدت اي اعتراض او شكوي ..تقابل بالإهانة والضرب..الزوج يمارس دوره في قمع منه مثلما قامت امها بذلك بدافع الحب والخوف من الحياه.
ان الحياه رحله نمر فيها بتجارب واختيارات..نخطي أحيانا ونصيب أحيانا اخري وتلك التجارب هي التي تقوم بتشكيل شخصياتنا وخبراتنا الحياتية المكتسبه .
من أهم واجبات الوالدين ان يكونا الي جانب أبنائهم خلال تلك التجارب التي تبدء بسيطه وتكبر وتصبح اكثر تعقيدا كلما كبروا ..
يجب أن نقوم بدور الدعم والارشاد والنصح حتي يجتاز الابناء تلك الاختبارات بنجاح وعدم جلد وتعنيف الابناء عند الفشل وتقبل طبيعه الحياه ..وتقبل ان هناك
ثمن للنضج والنمو النفسي والصحي للأبناء..الثمن يدفعه الابناء والأباء معا. ف لنرافقهم في رحلتهم ونمنحهم الامان والثقه في اختباراتهم وتقبل اخطاءهم حتي يصلوا الي بر الامان النسبي .
يجب علينا ان نغرس في أبناءنا الثقه بالنفس والقوه علي تحدي الصعاب وتقبل أقدار الله والقدرة علي اتخاذ القرارت وتحمل عواقبها بكل شجاعه .
أسبوعين مضت
4 أسابيع مضت