افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، اليوم الأحد، مشروع مصفاة المصرية للتكرير في منطقة مسطرد بالقاهرة الكبرى، والذي يعد واحدًا من أهم وأكبر مصافي تكرير البترول وأكثرها تقدمًا على المستوى التكنولوجي في مصر وأفريقيا، وذلك في إطار خطة وزارة البترول والثروة المعدنية لزيادة الإنتاج والوصول إلى الاكتفاء الذاتي من المنتجات البترولية عبر التوسع في إقامة مشروعات جديدة متطورة لتكرير وتصنيع البترول.
حضر الافتتاح الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية وعدد من وزراء الحكومة وكبار رجال الدولة.
وتابع الرئيس السيسى والحضور خلال الافتتاح عرضًا توضيحيًا للمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية ألقى خلاله الضوء على استراتيجية تطوير البنية الاساسية لمصر في مجال تكرير وتصنيع البترول والدور الحيوي للمشروع الجديد في هذا الإطار، حيث أكد على أهمية الدعم الذي يوليه الرئيس لقطاع البترول كأحد الروافد الهامة للاقتصاد الوطني للدولة وأنه وراء ما تحقق من إنجازات خلال السنوات الست الماضية والتي شهدت إشادة دولية من كافة المتخصصين في هذا المجال.
واستعرض الوزير موقف مصافي التكرير في مصر خلال عام 2013/2014 وأنها كانت توفر 13.5مليون طن منتجات في حين أن الاستهلاك كان يصل إلى حوالى 21 مليون طن سنويًا ومن ثمَّ كانت الحاجة لزيادة الإنتاج محليًا وتم إعداد استراتيجية لتطوير وتحديث مصافي التكرير وزيادة الطاقة التكريرية وتطوير البنية الأساسية من خلال مجموعة من المشروعات ومنها مشروعات توسعات الطاقة التكريرية في الإسكندرية ومشروع المصرية للتكرير واللذين أضافا 4.3 مليون طن للمنتجات الرئيسية بتكلفة حوالى 74 مليار جنيه.
وأوضح الملا أن استراتيجية تحديث قطاع التكرير التي بدأت عام 2018 تأتي ضمن مشروع تطوير وتحديث القطاع وأن أهدافها تتمثل في مواكبة المتغيرات المحلية والعالمية في صناعة التكرير والتوجهات العالمية نحو الطاقة النظيفة، وتطبيق أحدث التقنيات في مجال التحول الرقمي بصناعة التكرير لتحقيق أفضل كفاءة تشغيلية، وتهيئة مناخ جاذب للاستثمار وتحسين نظم الحوكمة ووضع نموذج أمثل للعلاقة التعاقدية بين أطراف أنشطة التكرير وتصنيع البترول، بالإضافة إلى تحقيق التكامل بين استراتيجية التكرير والبتروكيماويات واستراتيجية قطاع البترول لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول البترول والغاز، مشيراً إلى أن الاستراتيجية تبنت عدداً من المحاور شملت زيادة طاقة التكرير وتطوير المصافى الحالية ورفع كفاءتها ودعمها بأنشطة تصنيع جديدة لتحويل المنتجات منخفضة القيمة إلى منتجات عالية القيمة علاوة على زيادة كميات الزيت الخام التى يتم تكريرها بالمصافى على حساب استيراد المنتجات البترولية إضافة إلى تطوير البنية الأساسية لنقل وتخزين وتداول المنتجات البترولية والعمل على تغطية احتياجات السوق المحلى منها ، الأمر الذى أسهم فى تخطى التحديات التى واجهتها صناعة التكرير وفى مقدمتها تقادم المصافى وعدم قدرتها على توفير منتجات بترولية عالية القيمة والفجوة بين الإنتاج والاستهلاك وارتفاع معدلات الاستيراد إلى أكثر من 12 مليون طن سنوياً ، فضلاً عن انخفاض استثمارات تطوير صناعة التكرير نتيجة استنزاف الموارد فى دعم الوقود.
كما استعرض الملا المشروعات الجديدة الجاري تنفيذها والبالغ عددها 3 مشروعات بإجمالي تكلفة استثمارية 5.7 مليار دولار تعادل 91 مليار جنيه وهي مجمعي إنتاج البنزين والسولار بمحافظة أسيوط، وتوسعات مصفاة ميدور والتي تضيف في مجملها نحو 4.9 مليون طن سنويًا منتجات بترولية.
وأوضح الملا أن أهم مشروعات قطاع التكرير خلال الفترة من عام 2016 إلى 2023 تشمل خمس مشروعات كبرى بإجمالي استثمارات 10.2 مليار دولار تعادل 165 مليار جنيه وبطاقة إنتاجية 9.2 مليون طن سنوياً من المنتجات البترولية (السولار والبنزين ووقود الطائرات)، منوهاً عن مشروعات جديدة سيتم تنفيذها لتغطية زيادة الاستهلاك وفى مقدمتها مشروع شركة البحر الأحمر الوطنية للتكرير والبتروكيماويات، إضافة إلى عدة توسعات بالمصافى القائمة.
وأكد أنه يجرى بالتوازى مع تطوير صناعة التكرير تطويراً مماثلاً للبنية الأساسية لنقل وتخزين وشحن وتداول المنتجات البترولية باستثمارات قيمتها 3 مليار دولار تعادل 48 مليار جنيه من خلال مشروعات زيادة الطاقات الاستيعابية للموانيء وخطوط نقل المنتجات وطاقات التخزين وأسطول النقل ومحطات تموين السيارات.
وأشار إلى أن المنطقة الجغرافية البترولية بمسطرد تضم الآن مجمعين للتكرير وهما القاهرة والمصرية للتكرير وأن مصفاة تكرير القاهرة توفر مادة التغذية لمجمع المصرية وأن ذلك يأتي في اطار التكامل الذى تحرص عليه الاستراتيجية ، كما أنه يتوفر بالمنطقة شركات التوزيع الرئيسية وأن المنطقة توفر 22% من طاقة التكرير في مصر.
وأكد أن بلوغ هدف تحقيق الاكتفاء الذاتى لمصر من البنزين والسولار بحلول عام 2023 جارى العمل عليه منذ عام 2016 والتي بلغ حجم الاستيراد خلالها حوالى 10 مليون طن سنوياً بتكلفة 5ر4 مليار دولار موضحاً أنه تم تخفيض تلك المعدلات خلال عام 2020 لتصل إلى 5ر3 مليون طن سنوياً بتكلفة 5ر1 مليار دولار ، لافتاً إلى أن هناك العديد من العوامل التي تساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي تدريجياً خلال السنوات الثلاث المقبلة مثل تشغيل المصافى الجديدة ورفع كفاءة المصافى الحالية وترشيد الاستهلاك والتوسع في المشروع القومى لتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى في ضوء المبادرة الرئاسية ، وتحسين شبكة النقل والطرق التي ساهمت في توفير الاستهلاك وتصحيح هيكل التسعير.
وأوضح الملا أن معدلات استهلاك البنزين والسولار شهدت انخفاضاً خلال الفترة من 2016 – 2023 في ضوء تنفيذ عدد من مشروعات التكرير الجديدة وزيادة كفاءة الوحدات القائمة متزامناً مع ترشيد الاستهلاك أدى إلى خفض كمية استهلاك البنزين بحوالي 20 مليون طن بوفر 185 مليار جنيه وبالنسبة للسولار خفض 37 مليون طن بوفر 305 مليار جنيه .
وأضاف أن مصفاة المصرية للتكرير أحد أهم المشروعات التكريرية في مصر وأفريقيا لما يتمتع به من تكنولوجيات متطورة وتطبيق أحدث نظم إدارة الجودة وأنظمة السلامة والصحة والمعايير البيئية الخاصة بالانبعاثات ، وتم استغلال هذا التطوير في الشركات المجاورة ، موضحاً ان المشروع يعد مثالاً للتعاون والتكامل بين القطاعين العام والخاص ويوفر منتجات بترولية عالية الجودة والقيمة وفقاً للمعايير العالمية ، وأوضح أن التكلفة الاستثمارية للمشروع بلغت 3ر4 مليار دولار وهو ما يعادل 70 مليار جنيه وينتج حوالى 7ر4 مليون طن سنوياً من المنتجات البترولية تتنوع ما بين السولار والبنزين ووقود الطائرات وبعض المنتجات الأخرى، وأنه شهد مشاركة عدد كبير من الشركات المصرية خلال تنفيذ المشروع منها انبى وبتروجت وأنه تتم ادارته من خلال شركة ابروم ، وأنه يمثل أهمية كبرى للاقتصاد القومى حيث يسهم في زيادة انتاج السولار بنسبة 30% وزيادة انتاج البنزين بنسبة 15% ، ووجه الوزير التحية للعاملين بقطاع البترول على ما يبذلونه من جهود ليستمر دور القطاع كرافد أساسى للاقتصاد الوطنى والدولة.