الأحد 24 نوفمبر 2024
القاهرة °C

أحمد شيخو يكتب : حاجة الشعوب والمنطقة إلى الدبلوماسية المجتمعية…الدبلوماسية الثقافية نموذجاً

الحدث – القاهرة

مع ما يحصل في المنطقة والعالم من التحديات والأزمات الحادة التي تشمل مختلف مجالات الحياة من الفكرية والسياسية والثقافية وحتى الأمنية والاقتصادية وكذلك دخول عوامل جديدة للتأثير والتوجيه وسرعة انتشارها وأهمية المعلومات ومصداقيتها و تزايد أجيال التقنيات الحديثة وتداعياتها. وبالإضافة إلى ضعف الحوار والتواصل و التبادل والتفاعل الصحيح وبالتالي الوصول في كثير من الأحيان إلى حالات الحرب ونتائجها الكارثية من التباعد والعداء، بدل التحاور وحل القضايا العالقة بالمفاوضات والطرق السلمية. ولكثرة الألاعيب الدبلوماسية الإقليمية و الدولية التي راح ضحيتها شعوب المنطقة مرات عديدة، كما حصل عند تشكيل المنطقة و وتشكيل دولها وتقسيم الشعوب والجغرافيات إلى مايخدم مصالح القوى الخارجية دون الأخذ بإرادة الشعوب ومصالح المنطقة الأساسية وتفاعلاتها التاريخية، وكما حصل ويحصل الآن نتيجة تحكم القوى ذات النفوذ الإقليمي والدولي بالمحافل الإقليمية والدولية وتحديد الدبلوماسية والسياسية وعدم إفساح المجال للقوى والشعوب ذات المشاريع المجتمعية الديمقراطية الحقيقة.
من المؤكد أن النظام العالمي الذي تشكل ذهنيته ونواته وتبلور أدواته من بعد وستفاليا وحتى الثورة الفرنسية وظهور المفاهيم القومية المقسمة للمجتمعات والتكاملات الثقافية والقيم الكلياتية للمناطق الجغرافية والأقاليم الطبيعية وحتى اليوم مروراً بالحربين العالميين الأولى والثانية، قد عكس رؤيته في العلاقات بين الشعوب وحتى الدول وأعطاها البعد الرسمي المتحكم به من قبل السلطات من منطق وهداف المحاولة لكسر جسور التواصل والتبادل والتفاعل المجتمعية وإضعاف القيم الأخلاقية والسياسية المجتمعية و إيجاد صيغ وأنواع ونماذج من العلاقات و الدبلوماسية التي ترتكز للأدوات التي تخدم تشكيل الدول القومية واستمرارها كأدوات وظيفية لتحقيق الهيمنة العالمية على المنطقة والعالم. وبالتالي تم حصر العلاقات الدبلوماسية والتفاعل الإيجابي والبناء فقط بالمؤسسات والأطر الرسمية في الدول بعيداً عن الشعوب والمجتمعات.
لكن بعد ظهور الأزمات في النظم السياسية والاقتصادية والأمنية والصحية المختلفة للحياة في الدول القومية ولحداثة النظام المهيمن العالمي، تم التفكير والسماح بظهور أنواع مختلفة من صيغ تنظيم المجتمعات و الدبلوماسيات التي تتجاوز البعد السياسي الدبلوماسي إلى الأمني والاقتصادي والتجاري والصحي وربما تقويه وكذلك إلى المجتمع المدني و المؤتمرات والندوات والشركات العابرة والمنظمات الدولية، وتوسيع المجالات الدبلوماسية حتى تكون أشمل وأوسع وتحقق الهدف والمصلحة والتأثير المراد.

من المهم الإشارة إلى النشاط الدبلوماسي بين الدول القومية والذي من الممكن تعريفه بأنه شكل النشاط قبل الحرب أو خلاله أو لتقاسم السلطة والربح الناتج عنها. و في هذا المسار تم مأسسة العلاقات التي كانت تجسد مكانة وقيم عليا عند المجتمعات والشعوب عبر التاريخ إلى نزعة وأداة الربح في ظل النظام العالمي الذي تبلور بعد الحرب العالمية الأولي والثانية في هيئة مؤسسات و منظمات أممية و دولية وقومية

بعيداً عن العديد من الأمم والشعوب والمجتمعات. واصبحت العلاقات والعمل الدبلوماسي من منظور مقدار تأمين الربح حتى لو عبر الحرب أو عبر العلاقات الدبلوماسية. تلك الدبلوماسية التي ليس لها علاقة بالمجتمع. وهي أداة لتهيئة الحروب، وليس لإستتاب السلم والاستقرار. و القول أن الدبلوماسية التي تم ممارستها في المنطقة والعالم في القرنيين الأخيريين هي أيضاً مسؤولة عن الأزمات التي تعصف بالمنطقة والعالم.

ومهما حاولت الدول القومية والنظام العالمي الذي يعيش حالة الأزمة زيادة أنواع وتعريفات الدبلوماسيات وأحياناً تفعيل بعض المنظمات والشركات وحتى المجتمع المدني والجانب الثقافي لرفد الدبلوماسية الرسمية للدولة برصيد وقوة إضافية، لكنها ظلت بعيدة إلى حد كبير عن تمثيل مصالح وحقوق وقيم المجتمعات والشعوب كون ذهنية ومنطق مقاربتها وسلوكها مازال في نفس أفق القومية المتزمتة و المطلقة والأحادية التي لا تريد الاعتراف بتعدد وتنوع الحياة واختلاف مكوناتها وخصوصاً في الشرق الأوسط المتميز بتعدد خصوصيات تكويناته وثقافته في ظل تكامل ثقافي وكلياتية ديمقراطية موحدة.
هنا تظهر الأهمية و الحاجة إلى ضرورة تجسيد العلاقات وتعميقها وإرجاعها إلى جوهرها وقيمها الإنسانية والأخلاقية وإلى نمط العلاقة القيمة والمفيدة بين المجتمعات، التي طالما رصدت في التاريخ. فالدبلوماسية التي هي أداة لإرساء السلم والعلاقات المفيدة، لا لإشعال الحروب، والتي هي وظيفية أخلاقية وسياسية نبيلة يمارسها أشخاص حكماء وصفوا فيما بعد بالدبلوماسيين وليس بالجواسيس كما أردته السلطات والدول القومية, وهم الحكماء وعلى مستوى عالي من الوعي والفهم والإدراك والتمثيل عبر مؤسسات تنتمي للشعب وتمثل قيمه ومصالحه العليا. وهذه الدبلوماسية التي يمكن أن نسميها بالمجتمعية تؤدي دوراً مهماً في بناء وتطوير وتمكين سيرورة مختلف المراحل التي تدار بالنفع المتبادل وتعزز علاقات الأخوة والصداقة بين الشعوب أنفسهم وبينهم وبين الشعوب المجاورة ثم مع الآخرين.
والصحيح القول بأن الدبلوماسية المجتمعية هي قوة بناء المجتمعات المشتركة الديمقراطية التي تحقق العيش المشترك السلمي وكذلك تجسد قوة العمل لبناء تركيبات جديدة لمجتمعات أرقى في كافة المجالات يتحقق فيها الرخاء و الاستقرار والأمن والسلم والعدالة والتنمية المستدامة.

تبرز الدبلوماسية الثقافية من بين ركائز الدبلوماسية المجتمعية أو القوة الناعمة وحتى كنوع من الدبلوماسية العامة التي تمارسها الدول لحاجتهم لها لتأثيرها ولأهميتها من بين أنواع العديدة من الدبلوماسيات وفروعها.

إن كانت الثقافة بمعناها العام هي مجموع كينونات المعاني والبنى، وتتضمن كينونات البنى مجموع المؤسسات المنفتحة للتحول والتطور. وكينونات المعاني هي مستوى أو مضمون المعاني المتنوعة والغنية والمترابطة ببعضها البعض تبادلياً وبالتكافؤ ضمن تلك المؤسسات المتحولة. وتشبيهاً كينونة البنية هي الإطار المادي للبنية والمعنى هو مضمون الإطار المادي أو بكونه قانونه الذي يحركه ويصيّره مشحوناً بالعواطف

والأفكار. والتعريف الضيق للثقافة هو المعنى والمضمون وقانون البنية وحيويتها. وعندما يكون المجتمع هو موضوع الحديث فيمكننا أن نعرف الثقافة بمعناها الضيق أنها عالم المعنى لدى المجتمع وقانونه الخلقي وذهنيته وفنه وعلمه. وبتوحيد المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع هذا المعنى الضيق نستطيع الانتقال إلى الثقافة بمعناها الواسع.

و الدبلوماسية الثقافية (Cultural Diplomacy) كمفهوم و سلوك وتفاعل اجتماعي وإنساني موجود منذ تواجد المجتمعات والشعوب ولكن اصطلاحاً وحسب الباحث ميلتون كامينغز تشمل ” تبادل الأفكار والمعلومات والفن واللغة وغيرها من جوانب الثقافة بين الدول وشعوبها من أجل تعزيز التفاهم المتبادل وتعميقه”

ويُنظر للثقافة من قبل العديد من المختصين بأنها هي “دبلوماسية القرن الواحد والعشرين” و “وزارة خارجية الشعوب” نظرًا لما تملكه من مقومات وأدوات متعددة ومُحببة للشعوب أكثر من الدبلوماسية التقليدية ذات الطابع الرسمي والمُقتصرة على تعيين سفير وإقامة سفارة وتواجد بعثة دبلوماسية وإنجاز أعمال وشؤون المواطنين أو المقيمين أو الزوار وغيرها.
بصفة عامة، تحتاج جميع الشعوب والمجتمعات والدول لمد جسور التواصل والتفاعل و التفاهم ونشر قيم التعاون والتكامل وتعزيز التقارب بينها. وتزداد هذه الحاجة لشعب أو مجتمع أو لدولة ما عندما تكثر الحملات العدائية ضدها، مما يؤدي لنشر المغالطات حولها وتشويه سمعتها أو مطالبها المحقة وإعطاء إنطباعات غير صحيحة للخارج والجوار، وهنا يلزم التحرك السريع، وتحديداً يأتي أهمية الحوار والتواصل والتفاعل الثقافي بين الشعوب. كما حال الشعب والأمة الكردية التي تحاول الدولة التركية تشويهها وتقديم صورة غير صحيحة عن الشعب الكردي و عن نضاله وقواها الفاعلة والأساسية ومطالبه المحقة في الحرية وإدارة أنفسهم ومناطقهم. وحتى وصم هذا النضال والقوى التي تعمل من أجل الحرية والديمقراطية بالإرهاب في الوقت التي تمارس فيها الدولة التركية كل أنواع الإرهاب بحق الشعب الكردي في كل أماكن تواجد الكرد وحتى دعم الإرهاب في المنطقة والعالم.
ونظراً لجوهر الدبلوماسية الثقافية التي تسمح للمجتمعات والشعوب و للدول أن تتقاسم أشكال التعبير الإبداعي الخاصة بها، فهي مرنة بشكل طبيعي، وبالتالي يمكن أن تكون واحدة من أكثر الأدوات العلاقات الدبلوماسية فعالية، ومثال حقيقي لما يسمى بالقوة الناعمة، أي القدرة على الإقناع والتأثير عبر الثقافة والقيم والأفكار.

وتعتبر الثقافة والفنون وسيلة للتواصل الحضاري وفهم الشعوب بشكل أكبر بقدر ماهي وسيلة مهمة لتسوية المنازعات على المستوى الشعبي والإنساني، وهي وسيلة اتصال مهمة بين الشعوب، بحيث تعمل على توفير جو ملائم لتوضيح الصورة الحقيقية عن كل الأطراف وتسمح لنا بفهم الطرف الآخر بعد التعرف علي

ثقافته، مما ينشئ علاقة تعارف وحوار على الرغم من الاختلافات وبعد المسافات. لذا فإن دعم جهود الدبلوماسية الثقافية لتحقيق أهدافها أصبح أمراً لا يقل أهمية عن سائر أهداف الشعوب و الدول الأساسية وبل مؤدي ومحقق لها، ذلك يستلزم مدها بالعون والدعم الكاملين من المؤسسات المجتمعية و الحكومية والمدنية، بالإضافة للتعاون الدولي مع الهيئات والمنظمات الدولية.

تأتي أهمية دور الدبلوماسية الثقافية فى إبراز المشترك الإنساني بين الشعوب وتقبل الاختلاف والتنوع والتعدد، كما أن المجتمع الدولي أو الدولتي أيضاً يركز في السنوات الأخيرة على تفعيل أدوات الدبلوماسية الثقافية وعلى رأس ذلك مبادرات اليونيسكو لحماية وتوثيق التراث الإنساني اللامادي وبينها التراث الشعبي.

 

 

إن الاهتمام بالدبلوماسية الثقافية من قبل الشعوب والحكومات يزيد بشكل فعّال من متانة العلاقات المحلية والإقليمية و الدولية ودعم جهود الاستقرار والأمن ومكافحة التطرف والإرهاب ونشر التسامح والسلام وتقديم صورة إيجابية عن الشعوب والمجتمعات والدول وثقافتهم وسياساتهم و تعزيز التعاون في الحاضر والمستقبل، و اقتداء الشعوب والمجتمعات و الدول ببعضها في تحسين سياساتها وقوانينها، ومنع وإدارة وتخفيف أي صراع أو أزمات بين الشعوب و الدول في المستقبل وحلها، وهي رهان السياسة الخارجية الناحجة والعلاقات التي لا تخسر.

 

يجب الذكير انه ثمة فرق كبير بين الدبلوماسية الثقافية بوصفها وسيلة معيارية تشترط مبدأ التفاهم المتبادل وبين الإمبرالية الثقافية(Cultural Imperialism) التي بوصفها أداة خارجية ذات قوة ثقافية مسخرة للتوظيف السياسي خدمة للمصلحة القومية والوطنية المطلقة على حساب الآخرين. ولعل قول عالم السياسة ورائد مفهوم القوة الناعمة الأمريكي جوزيف ناي في كتابه الشهير “القوة الناعمة” أن “جاذبية الثقافة الأمريكية ساهمت في تحقيق الأهداف الكُبرى للسياسة الخارجية الأمريكية” و استشهد في ذات الكتاب بعدّة أمثلة جعلت الثقافة الأمريكية التي تم تسويقها عالميّاً تغزو العالم كقوة ناعمة مؤثرة، تؤكد هذه الحقيقة والفرق. ولتوفر الحجج السياسية والأيديولوجية، ولغة الإقناع والدعوة، التي تحتويها الدبلوماسية الثقافية يحاول البعض استخدامها أداةً للحرب السياسية، والاستفادة منها لتحقيق الأهداف التقليدية للحرب من قبل بعض الدول والجهات والتنظيمات، ولذى نرى الكثير من المؤسسات الثقافية التي تم إنشائها وربط

بوزارات الخارجية للدول القومية.

من المهم الإشارة إلى أن ممارسة الدبلوماسية الثقافية تنقسم أحياناً لقسمين:
1_ شعوب ومجتمعات و دول تعمل جاهدة للمحافظة على إرثها الثقافي والحضاري وقيمها من الزوال أو تغير الهوية أو الإبادة التي تنقسم إلى الإبادة الفيزيائية والثقافية وأخطرها على المدى الطويل هي الإبادة الثقافية.
2_ شعوب ومجتمعات ودول تعمل على تصدير ثقافتها وبعض من أفكارها وأهدافها وقيمها السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمحيط وللخارج لتقديم صورة صحيحة وتحقيق تفاعل مثمر.
ومن المهم النجاح في الجمع بين الهدفين، وهذا يعتمد على العلاقة و السياسة الخارجية المراد تحقيقها لهذه الشعوب والدول. بالإضافة للعوامل المساعدة الأخرى التي تمتلكها الشعوب والدول، والوضع السياسي السائد. وقدرة المؤسسات والأشخاص المكلفين بهذه المهمات.

قد تستفيد الدبلوماسية الثقافية من كل جوانب ثقافة الشعب والمجتمع و الأمة، وتتضمن العديد من الأدوات التالية:
1_الفنون، منها الأفلام بكافة أنواعها الطويلة والقصيرة والوثائقية و الشعر والرقص والموسيقى والغناء والرسم والنحت، وغيرها.
2_الأدب والكتب و إنشاء أدوار نشر و مكتبات في الخارج وترجمة الأعمال الشعبية والوطنية.
3_الأسابيع الثقافية والمعارض التي تتيح إمكانية عرض العديد من المواضيع الثقافية وكذلك كافة أشكال المؤتمرات والندوات واللقاءات المباشرة والإلكترونية.
4_البرامج التعليمية مثل الجامعات وبرامج اللغات بالخارج.
5_التبادلات العلمية والفنية والتعليمية.
6_ الإعلام وبكافة أنواعه وبث الأخبار والبرامج الثقافية وإجراء اللقاءات والحوارات وإنشاء الصحف المعنية والمنصات الإلكترونية اللازمة .
7_الهدايا الثقافية الرمزية تعبيرًا عن التقدير والاحترام متضمنة الإشارة إلى ثقافة الشعب.
8_الدبلوماسية الدينية، متضمنةً الحوار بين الأديان والمذاهب والطرق.
9_ ترويج الأفكار و الأراء والسياسات الاجتماعية وتفسيرها.
10_نشر الأبحاث و المقالات وتنشيط وسائل التواصل الإجتماعية للتعبير عن ثقافة المجتمعات

والشعوب.
تسعى كل هذه الأدوات إلى فهم ثقافة الشعب والمجتمع و الأمة للجمهور المجاور أو الأجنبي المستهدف. وتعمل عملًا أفضل عندما تثبت اتصالها بالجمهور وكافة فئات الشعب وليس فقط نخب وشرائح معينة ، ما يتطلب فهمًا للجمهور والعامة ونبض الناس. ويمكن استخدام هذه الأدوات بالعمل عبر المنظمات غير الحكومية والمهاجرين والأحزاب السياسية والشخصيات الفاعلة في الخارج وحتى المكاتب التمثيلية، ما قد يساعد على مواجهة تحدي التواصل والفهم. ولا تُنشئ الحكومات هذه الأدوات مباشرةً، بل تُنتجها الأوساط الثقافية والمجتمعية، واحياناً تسهل وتعمل بعض الحكومة وصولها إلى الجمهور الأخر، بهدف كسب التأثير وتحقيق المصالح السياسية والاقتصادية المطلوبة.

ويبقى الغرض من الدبلوماسية الثقافية أن يطور شعب دولة مجاورة أو أجنبية فهمًا لمُثُل الشعب والمجتمع والأمة ومؤسساتها، في محاولة لبناء دعم واسع للأهداف الاقتصادية والسياسية وغيرها. وفي جوهرها، تكشف الدبلوماسية الثقافية عن روح الشعب و الأمة، التي بدورها تخلق التأثير.

وعليه تبقى للعلاقات والتفاعل الإيجابي والدبلوماسية وبكافة فروعها ومستوياتها الضرورة والحاجة وخصوصاً في ظل التحديات والأحداث الراهنة، ولكن في ظل إعادة ترتيب الأولويات وربما النظم الإقليمية في المنطقة والعالم و تعدد مصادر المعلومات ومحاولة القوى السلطوية والمهيمنة توظيف المعلومة و الدبلوماسية لصالح حروبها ونهبها وربحها وسيطرتها وهيمنتها دون اعتبار لإرادة المنطقة وشعوبها ، تبقى للدبلوماسية الثقافية كأهم ركيزة من منظومة العلاقات المجتمعية المطلوبة و أهمية قصوى وحاجة ملحة لتعزيز التفاهم والإدراك بين شعوب المنطقة ودولها فيما بينها وبينها وبين شعوب العالم ومنظومتها وتمكين الإرادة الحرة والديمقراطية لشعوب المنطقة ودولها ومجتمعاتها بما يحقق الاستقرار والأمن والسلام والعدل والتنمية لكل المنطقة والعالم.

to top