الأحد 24 نوفمبر 2024
القاهرة °C

أحمد شيخو يكتب : سلوك تركيا الإجرامي… استخدام الأسلحة الكيميائية

الحدث – القاهرة

لماذا تستخدم تركيا السلاح الكيميائي ضد الشعب الكردي ؟
لماذا يظل حالة الصمت هي السائدة والمرافقة لاستخدام تركيا لهذه الأسلحة المحرمة دولياً، ومن أين تحصل تركيا على هذا السلاح ؟
ماهي الاسلحة الكيميائية وتأثيراتها؟
ماهي الأضرار والتداعيات على الاستقرار والسلام في المنطقة نتيجة استخدام هذا السلاح في المنطقة والعالم هل يمكن أن يكون هذا السلوك التركي الإجرامي مؤشر لمرحلة جديدة في استعمال الأسلحة المحرمة دولياً و تجاوز القانون الدولي في المنطقة والذهاب بالصراعات في المنطقة لمستويات جديدة؟
هل ستعزز تركيا بإستعمالها السلاح الكيميائي قدرات وإمكانيات أدواتها التخريبية والإرهابية في المنطقة؟
كيف السبيل لمنع وحظر استعمال السلاح الكيميائي من قبل تركيا وغيرها في المنطقة؟

منذ أن أصبح سياسية الإنكار والإبادة هي السياسية المركزية والمتبعة من قبل الدولة والسلطات التركية تجاه الشعب الكردي منذ مايقرب من مئة عام وبالوسائل المختلفة من العمليات العسكرية والأمنية إلى الحصار الإقتصادي والإبادة الثقافية ، يخوض الشعب الكردي ومعه شعوب المنطقة مقاومة مجتمعية وأخلاقية مشروعة ضد الدولة التركية وممارساتها، حسب كل القوانيين الدولية والأعراف السماوية والوضعية للدفاع عن وجوده المهدد وعن كرامته وحريته و حقه في إدارة مناطقه والعيش بثقافته.
مع الإنقلاب العسكري في 12 أيلول في تركيا وقدوم فاشية عسكرية وسياسية تزايدت المقاربة العسكرية القمعية بشدة للمجتمع الكردي الذي يعيش على أرضه التاريخية منذ اكثر منذ 12 ألف سنة، وكان لابد للمجتمع الكردي من وسيلة للدفاع عن نفسه في ظل سياسة التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي للمناطق الكردية التاريخية المعروفة باسم بلاد الكوتيين والكاسيين والهوريين والميتانيين والهتيت والحثيين والميديين وغيرهم من أسلاف الكرد وبعدها بإسم كردستان منذ ملايين السنيين على حواف سلاسل طوروس وزاغروس. وكان خير فلسفة للحياة والإصرار على الحرية والأخوة والعيش المشترك والسلام الحقيقي مع شعوب المنطقة هي المقاومة المتنوعة والمشتركة والدفاع عن الوجود والهوية والمجتمع والثقافة الكردية وعندها كانت البداية لتشكيل حركة مجتمعية نضالية في كردستان وبداية في جزئها الأكبر في باكور كردستان(شمال كردستان\جنوب شرق تركيا) وهي حركة حرية الشعب الكردي وشعوب كردستان بإسم حزب العمال الكردستاني من قبل القائد عبدالله أوجلان ورفاقه وتوسعت الحركة فكراً وتأثيراً ودعماً ومؤيدين إلى بين كل أماكن تواجد الكرد إلى أن وصل الآن ولايوجد مكان يتواجد فيه الكردي وإلا يكون حزب العمال الكردستاني متواجداً لأنه اصبح المعبر الحقيقي عن حريته وشرفه وكرامته ومستقبله وقيمه الأخلاقية والمجتمعية نظراً لمسيرة الحزب النضالية ولشهدائه ولفلسفة الحياة الحرة و التضحية والنضال والمقاومة الفريدة والروح الرفاقية العالية التي تتوفر في كوادره ومؤيده و التي من الصعوبة أن يتواجد في أي حركة أو مجتمع أو حزب أو أي كيان سياسي أو إجتماعي آخر.
لقد استعملت الدولة التركية التي تشكلت حسب إتفاقية لوزان 1923 العنف والشدة المفرط الغيرر مبررة بأي شكل من الأشكال ضد الشعب الكردي وجغرافيته موطنه ومسكنه الذي تم ضم القسم الأكبر منه لتركيا المستحدثة وفق الرغبة البريطانية واليهودية بعد تقسيمها بين أربع دول أنشأتها الدول العظمى لمصالحها دون مصالح شعوب هذه الدول، وكانت تركيا الدولة ذات القومية الواحدة النمطية والدولتية والمتجانسة هي المطلوب لبنية ولسلطة وهيكلية الدولة المرادة وأدوار تركيا المستحدثة في كونها الدولة القوموية الأداة التي عبرها وخلالها سيتم التحكم والنهب والهيمنة على المنطقة وشعوبها ومحاولة القضاء على القيم والتقاليد المجتمعية والديمقراطية والأخلاقية لشعوب المنطقة التي تعايشت بشكل مشترك وسلمي في الغلب لملايين وألاف السنيين مع بعضها وإضعاف قوتهم المعنوية الدينية المقاومة بتزيفه وتقسيمها وتحريفها.
ونظراً لإصرار الشعب الكردي ودفاعه عن وجوده وحقوقه وعدم استسلامه للدولة التركية ولسلطاتها وعدم خضوعه وقبوله بالتتريك وسياسات الإبادة والتطهير العرقي والتغيير الديموغرافي ونظراً لإمتلاكه الطبيعية الجبلية المقاومة لم ينهزم أمام كل حملات الإبادة الفريدة والإنكار التركية وظل يقاوم منذ مئة سنة وإلى اليوم، ولكن الدولة التركية و حكوماتها المتعاقبة بعلمانييها وإسلاميها المزيفين و رعاتها أو أصحابها الدوليين وحتى اليوم لم يقبلوا أن يتجاوزا المطلقية والتزمت الصارم والإبادة وخيار التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي وظلوا محافظين على نفس النهج ولذلك كانت تركيا ومنذ 1925 بخاصة هي الأولى والرائدة في قتل الشعب الكردي وبكل أنواع الاسلحة حتى أن أحد الطيارين الذي قصفوا قرى ومدنيي منطقة كلي زيلان(وادي زيلان) في باكور كردستان(جنوب شرق تركيا) ذكر في أحد كتبه أن الأمر كان كالتالي” اقصفوا كل مايتحرك حتى لو كانت شجراً أو حيواناً في وادي زيلان” حتى أن الأهالي سموه وادي الدم وهذا غيظ من فيض ونقطة من بحر إجرام الدولة التركية ورعاتها الدوليين .
وفي إنتفاضة ديرسم في الثلاثينات ضد مجازر الدولة التركية كان الجيش التركي يعمد إلى وضع عدد كبير من المدنيين الكرد في بعض المغارات والكهوف وصب البتون(الخرسانة) على أبواب الكهوف والمغارات، ومات على اثر تلك الممارسات في إنفاضة ديرسم حوالي 80 ألف كردي بين الأطفال والشيوخ والنساء. ولعل واقعة النساء اللواتي تم تسميتهم بالبسيات الكرديات اللواتي كن ترمين أنفسهم من فوق الصخور حتى لاتقعن في يد الجيش التركي وكذلك حادثة الفتاة والمقاومة رندي خان  بنت ملا يونس الموتكي التي قالت لضباط الجيش التركي بعد أسرها و بعد قتل أهلها أبان ثورة موتكي في الثلاثينات، حيث قالت لنخرج من أرض أهلي ومن بعدها تستطيعون ماتريدون وعند وصولهم لجسر ملا بادي طلبت القاء نظرة أخيرة على أرض عشريتها وأهلها، فترمي نفسها من فوق الجسر لتستشهد بكل بسالة. هذه الحادثتين وغيرها الكثير تعطي فكرة عن إصرار الشعب الكردي وبكافة فئاته على عدم الإستسلام والخضوع للمحتل التركي ولعل مقاومة القائد والشهيد الكبير مظلوم دوغان في

سجن آمد(ديابكر) وإستشهداه عام 1982 لعدم قبول الاستسلام ولتبيانه خط المقاومة وكذلك فعالية الأربعة الاستشهادية(Çalakiya çaran) في 14 تموز للشهيد القائد والمهندس فرهاد كورتاي ورفاقه وكذلك الإضراب والصيام حتى الشهادة للقائد الشهيد كمال بير و محمد خير درموش ورفاقه الأربعة، حيث قال كمال بير “أننا نضحي ونستشهد بأنفسنا من أجل الحياة الحرة لعشقنا لها” وقال محمد خير درموش الشهيد والدكتور القائد وهو على مقربة من الشهادة “لتكتبوا على شاهدة قبري أنه مدين لشعبه ”

ومنذ 1925 وحتى 1940 ولقمع الانتفاضات الكردية في باكور كردستان استعملت الدولة التركية وبمعية الضباط الألمان الاسلحة المحرمة دولياً وكانت النتيجة مئات الآلاف القتلة من المدنيين الكرد والشعوب الموجودة في المناطق ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرق تركيا وكذلك تهجير ملايين الكرد من مناطقهم وإجراء تغيرات ديموغرافية في مناطقهم وخصوصاً في مناطق غرب الفرات من جنوب شرق تركيا.
ومع ثورة الكرد الاخيرة والمستمرة منذ 50 سنة وحتى اليوم بريادة القائد عبدالله أوجلان وحزب العمال الكردستاني وخاصة بعد إنطلاقة الكفاح المسلح في 15 آب عام 1984م، كأحد أدوات المقاومة المجتمعية والمشروعة ضد الاحتلال التركي للأرض والمجتمع الكردستاني، جن جنون الدولة التركية والقوى العالمية المهيمنة التي ترعاها وتتحكم بمصيرها وقرارها وبجيوسياستها واستراتيجيتها كيف ان المجتمع الكردي الذي دفنته العمليات العسكرية والجيش التركي في جبال أكرى التي تم دفن علم ثورتها من قبل الجيش التركي وكتب عليها هنا تم دفن كردستان كدلالة رمزية للقضاء على الثورات الكردية في اعوام الثلاثينات ظهر مرة أخرى ويريد تغيير قدرة وموته الذي رسم له لأجل إنشاء الدولة التركية الوظيفية لقوى الهيمنة والنهب العالمية على المنطقة.
ومنذ 1985 استخدمت تركيا الطائرات الحربية بكافة أنواعها وكذلك الأسلحة ضد ثورة حرية الشعب الكردي، وفي بداية التسعينات ولتعاظم دور وتأثير حركة حرية الشعب الكردي في غالبية مناطق جنوب شرق تركيا وإضعاف الدولة التركية وقرب إنهيارها سارعت بعض القوي في الدولة والجيش التركي ربما للبدء بالتفكير بإتباع مقاربة غير عسكرية للقضية الكردية لكن تدخل الدولة العميقة التركية المرتبطة بغلاديو الناتو(شبكتها السرية) غلق المجال للإساليب الجديدة وتم فتح المجال مجدداً وإعطاء الضوء الأخطر من الهيمنة العالمية لإستعمال كل الأسلحة ضد الشعب الكردي وحركة حريته ولذلك أرتكبت الدولة التركية في التسعينات جرائم حرب وتطهير عرقي وتم تهديم وحرق أكثر من 4000 قرية كردية وتهجير واستعمال الكيميائي ضد ملايين الكرد وخاصة في مناطق إقليم بوطان المحاذي للحدود العراقية_التركية الدولية من الجهة التركية.
ومن الصحيح القول أن عمليات قطع الرؤوس التي مارسها الجيش التركي بحق الشعب الكردي وأبنائه وبناته المدافعين والتصوير مع الرؤوس والتباهي بها في أعوام التسعينات مشاهد حية في ذاكرة الشعب الكردي كررها داعش والنصرة الذين لهم العلاقة والترابط مع الدولة والسلطة بحق شعوب المنطقة من العربية والكردية وغيرها في المنطقة والعالم في السنوات الاخيرة.
وبالمثل استعمل نظام صدام حسين السلاح الكيميائي الذي ضرب به مدينة حلبجة وقتل على أثرها أكثر من5 ألف مدني كردي عام 1988م. بالإضافة إلى عمليات الأنفال للنظام والجيش العراقي والذي راح ضحيتها أكثر من 182 ألف كردي من باشور كردستان/ جنوب كردستان (إقليم كردستان العراق) بين اعوام 1986 و 1989م.
وبالعودة للدولة التركية فإن بعد قدوم العدالة والتنمية وأردوغان وعلى الرغم من إدعائهم الإسلام لكنهم كانوا بعيدين كل البعد عن الاسلام وقيمه وكانوا بإسلامهم المخادع والمزيف ستاراً للقوموية التركية الفاشية وكانت الحكومات السابقة تحارب الكرد داخل تركيا ولكن هذه السلطة القوموية الإسلاموية بات تحارب الكرد اينما وجد وتستخدم كل أنواع الاسلحة ضده وبالأخص الأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً. ومنذ 2015 استخدمت الدولة التركية السلاح الكيميائي وبخاصة الغازي في اعوام 2015 و2016 في مدن نصيبين وجزيرا وشرناخ وسور آمد وغيرها ضد الشبيبة الكردية والمجتمع الكردي التي قاومت التدمير والخراب الممنهج للدول التركية بحق المدن والبلدات والقرى في مناطق جنوب شرق تركيا وكذلك تستمعل تركيا هذا السلاح في اغلب معاركتها ضد الشعب الكردي وقوات الكريلا من قوات الدفاع الشعبيHPG وووحدات المراة الحرة YJA_STAR المدافعين عن الشعب الكردي ضد دولة الاحتلال التركية.
ومنذ 23 نيسان2021 وحتى اليوم لأكثر من ستة أشهر تستهدف الدولة التركية مناطق الدفاع المشروع في متينا وزاب وآفاشين وكذلك زاغروس وخاكوركي وحفتانيين وكاري بشكل يومي وتستخدم فيها كل انواع الأسلحة من الاسلحة الكيمائية المحرمة وقد اظهرت العديد من المقاطع التي بثها المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي وكذلك العديد من بيانات منظومة المجتمع الكردستاني ولقاءات الرئيس المشترك السيد جميل بايك وكبار قادة حزب العمال الكردستاني أن الجيش التركي ولفشله في احتلال المنطقة في فترة 15 يوم واستمرار القتال لحوالي 6 اشهر ونتيجة صمود المقاومة الملحمية التاريخية لقوات الكريلا أمام كل تقنيات الجيش التركي والدعم الذي يتلاقاه من منظومة الناتو والهيمنة العالمية ولكي تتقدم في بعض المناطق ولإخفاء فشلها أمام الكريلا عمدت إلى إستخدام السلاح الكيميائي والغازات السامة المختلفة التي تسببت في شهادة عدد من مقاتلي الكريلا.
ومن الصحيح القول أن استعمال تركيا للأسلحة الكيميائية هي استمرار لسياسة العزلة والتجريد التي تمارسها بحق القائد عبدالله أوجلان المسجون منذ ما يقارب 23 سنة ومقاربة تركيا للقائد هي نفس المقاربة للشعب الكردي ولنضاله من أجل الحرية والديمقراطية.
ومن المهم معرفة مصدر حصول تركيا على هذه الأسلحة وكيفية تخزينها واستخدامه ضد الشعب الكردي في ظل وجود تركيا ضمن المنظومة الغربية ومنظومة الحلف الأطلسي حيث أن تركيا بجيشها واقتصادها ودولتها وسلطتها أحد عناصر هذا النظام الدولي بدون أدنى شك. وهذا ما يفسر الصمت الدولي والإقليمي وكذلك المنظمات الدولية وحتى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية التي لم تقول شيئ حتى الآن عند استعمالات تركيا الأخيرة للاسلحة الكيمائية في شمالي العراقي وشمالي سوريا او جنوب شرق تركيا ضد الشعب الكردي.
وإن قالت أمريكا وغيرها وبشكل خجول وأنتقدت تركيا لبعض سلوكياتها البسيطة وليس لإستعمال الكيميائي فهي لتبيه أردوغان وسلطته وتركيا في تنفيذ ما يريدون ضد الكرد و لكن بصورة حيث يستطيعون التستر عليه والدفاع عنه وحمايته أمام الراي العام الحر والعالمي وليس لردع تركيا عن تجاوزاتها وعدوانيتها الحادة والسافرة ضد الشعب الكردي وشعوب المنطقة.
وعلينا التذكير هنا أن السلاح الكيميائي هو لفظٌ يُشير للذخائر التي تَستخدم المواد الكيميائية بهدفِ إلحاق الموت أو الضررِ البالغِ على البشر، و بحسبِ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فإنّ مصطلح الأسلحة الكيميائية يُمكن أيضًا أن يُطلَقَ على أي من المواد الكيميائية السامة أو المركبات الطليعيّة التي يمكن أن تُسبّب الوفاة أو الإصابة أو العجز المؤقت ومَا شابه ذلك.
تُصنّف الأسلحة الكيميائية على أنها أسلحة دمارٍ شاملٍ وتختلفُ أشكال الأسلحة الكيميائية فعادة ما تكونُ غازية لكنها قد تتخدُ شكلًا مغايرًا كأن تكونَ سائلة أو صلبة مثلاً، ويحظرُ القانون الدولي استخدامَ الأسلحة الكيميائية منذ عام 1899 بموجبِ اتفاقية لاهاي التي تنصّ على منعِ استخدامِ الأسلحة المسمومة و بشكلٍ عام تنصّ المادة 23 من هذا القانون علَى امتناع استخدام هذا النوع من الأسلحة.
بحلول عام 1993؛ ظهرت فكرة معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية بحلول عام 1993 وهي أحد أهمّ المُعاهدات فِي القانون الدولي. اسمها الكامل هو اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتكديس واستخدام الأسلحة الكيميائية وتنص بشكلٍ واضح ومفروغ منه على حظر إنتاج وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية وتعملُ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية – وهي منظمة مستقلة مقرها في لاهاي – على التأكد من ذلك.
تَنطوي الحرب الكيميائية على استخدام الخصائص السامة من المواد الكيميائية كأسلحة. هذا النوع من الحرب هو تجسيد حقيقي للحرب النووية والحرب البيولوجية وباقي الحُروب الفتاكة من هذا النوع، كما لا تندرجُ أيّ من هذه الأسلحة تحتَ مصطلح الأسلحة التقليدية بسبب قدرتها التدميريّة الكبيرة والرهيبة. جديرٌ بالذكر هُنا أنّ الحرب الكيميائية لا تتوقف عند الانفجار بل تعتمدُ على خصائص فريدة من نوعها من العوامل الكيميائية الخطرة على جسم الكائن الحيّ وهدفُ مستعمِل هذا النوع من الأسلحة إلى تعجيز ضحيتهِ أو قتله بطريقة بطيئة أو تخليف الضرر الأكبر على المنطقة التي استهدفَها.
ومن الضروري الإشارة إلى تداعيات ونتائج السماح لتركيا بإستعمال هذه الأنواع من الأسلحة المحرمة ضد الشعب الكردي وقواته حريته، وكما أن السكوت المتواطئ الإقليمي والدولي على احتلال تركيا للمناطق الكردية تبعتها تدخل تركيا في شؤون الداخلية للمنطقة ودولها واحتلالها لمحيطها ودول المنطقة وتدخلها في العالم، فإن السكوت أو غض النظر أو المشاركة مع تركيا في استعمال السلاح الكيميائي ضد الشعب الكردي ومقاتلي حريته سيعقبه استعمال تركيا للاسلحة الكيميائية في المناطق الأخرى من أماكن تدخلها واحتلالها وحتى من الممكن استخدامها السلاح الكيميائي لتمكين أدوات مشروعها العثمانية الجديدة من الأخوان وداعش والزئاب الرمادية ومايسمى الجيش الوطني السوري الإنكشاري المرتزق في المكان والزمان حسب هوى السلطان ورغباته، وحتى من الوارد أن تقوم تركيا بإعطاء بعض من هذه المواد لأذرعها وأدواتها الإنكشارية في المنطقة والدول العربية وغيرها.
وهناك مفارقة يجب ملاحظتها وذكرها، حيث أن مايسمى المجتمع الدولي أو الدولتي يبالغ بردوده وتصرفاته وإجراءاته عندما يقوم أحد في المنطقة والعالم في استخدام هذه الاسلحة كما كان تصرف المجتمع الدولي مع صدام حسين في عام 2003 وكما كان في تصرف المجتمع الدولي مع نظام بشار الاسد عام 2013 و2017 عندما قيل أن الجيش السوري التابع لبشار الأسد استعمل الكيميائي وكما هو التصرف الدولي تجاه إيران وأسلحتها وكما مع كوريا الشمالية وأسلحتها وغيرها، لكن عندما يتعلق الوضع بتركيا وأسلحتها وإستعمالها السلاح الكيميائي ضد الشعب الكردي ومقاتلي حريته فإن الصمت أو الأصح المشاركة مع تركيا في جرائمها ضد الشعب الكردي وشعوب المنطقة هو السائد دون أدنى شك.
لكن يبقى الموقف المطلوب والصحيح من كافة المجتمعات والشعوب وكذلك القوى في العالم والدول أن تبادر إلى تبيان موقفها ورفع الصوت عالياً ورفضها للإجراءات والسلوكيات التركية واستعمالها السلاح الكيميائي ضد الشعب الكردي ومقاتليه ومدنييه وطبيعة كردستان وغاباته، وهنا الوقوف في صف الشعب الكردي ونضال حريته ضد دولة الإبادة والفاشية أو دولة الكيميائي الجديدة أو تركيا الكيميائية هو دفاع وحماية لكل المنطقة ومجتمعاتها وشعوبها الإنسانية والبشرية و الطبيعة والكون لما لهذه الأسلحة من أثار وتداعيات مؤكدة على البشر والطبيعة بكل مكوناتها وكل محيطها. ولما لتركيا وسلطتها الفاشية من تدخلات واحتلالات ودعم للإرهاب في المنطقة والعالم.
وعليه من الواجب أن تبادر القوى المجتمعية والديمقراطية والرأي العام الحر إلى فهم حقيقة الممارسات التركية وجرائمها وتهيئة الارضية لمواقف وتحالفات وتكاملات مختلفة سياسية واجتماعية وحقوقية تسد الطريق امام استمرار تركيا في استخدام الكيميائي وتحاسبها عليها في المحاكم الدولية المختصة. وكما من الصحيح أن تبادر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وكذلك منظمات حقوق الإنسان وكافة المؤسسات والأطر الدولية إلى العمل الجاد و المبادرة الفورية والعاجلة إلى التحقق بشكل فعلي وعلمي ودقيق من الأدلة التي لدى الأطراف الكردية المعنية ومحاسبة تركيا على سلوكها الإجرامي بحق كل البشرية وليس الكرد ولتجاوزها القانون الدولي وللحفاظ على مصداقية اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية ومصداقية الشرعية الدولية إن كانت موجودة ولتعديها السافر على سيادة سوريا والعراق و المنطقة وغيرها وكرامة الشعوب فيها واحتلالها واستخدامها الأسلحة وإلا سنكون امام حالة انتشار واستخدام الأسلحة المحرمة والفتاكة في مختلف المناطق وأماكن النزاعات والصراعات والحروب وأمام تغيير تركيا لوسائل تدميرها لمجتمعات وشعوب ودول المنطقة من الإرهاب إلى استعمال الأسلحة الكيميائية.

to top