يتجه الأمريكيون خلال أيام لصناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم للسنوات الأربعة القادمة، بينما ما يزيد عن الخمسين مليوناً وفي سابقة تاريخية صوتوا مبكراً بسبب جائحة كورونا.
استطلاعات الرأي إن صدقت ترجح فوز بايدن ولكنها رجحت فوز هيلاري كلنتون عام ٢٠١٦ ولم تصدق. وفي خضم التنافس الحاد بين المرشحين نقرأ كثيراً ونسمع كثيراً من التحليلات السياسية عما سيعنيه فوز أيٍّ من ترمب أو جو بايدن لجملة واسعة من القضايا، مثل الاقتصاد، السياسة الخارجية، و قضايا أخرى كثيرة تخص الولايات المتحدة.
السؤال الذي يتبادر إلى أذهان السوريين هو كيف سينعكس فوز أي من المرشحين على الوضع في المستقبل القريب في سوريا.
كمتابع للسياسية الأمريكية تجاه سوريا عن قرب من العاصمة الأمريكية منذ إدارة اوباما إلى إدارة ترمب سأحاول أن اتناول هذا التساؤل المشروع.
سوريا بحد ذاتها لا تمثل أولوية استراتيجية للسياسة الأمريكية في المنطقة ولكنها مهمة لعدة ملفات في منطقة الشرق الأوسط ذات أولوية للولايات المتحدة، وهي باختصار الملف الإيراني وملف الإرهاب. أياً كان الفائز لا يستطيع تجاوز هذه الأهداف المحددة للجم طموحات إيران النووية والسيطرة على خطر الإرهاب في سوريا ومنعه من التمدد إلى مناطق المصالح الأمريكية الحيوية.
إضافة إلى كون هذه الأهداف الأساسية مشتركة بغض النظر عن الفائز فهناك تشابه كبير في مواقف المرشحين تجاه سوريا. ترامب وبايدن لا يرغبون بتورط الولايات المتحدة بأي عمل عسكري في سوريا وبنفس الوقت الاثنان ملتزمان بالإبقاء على تواجد عسكري أمريكي محدود ومؤقت يفي بغرض تحقيق أهداف الولايات المتحدة الاستراتيجية. لقد تعلمت الولايات المتحدة الكثير من الدروس من تجربة إدارة جورج بوش في العراق ومن أخطاء إدارة أوباما في سوريا، لذلك ستكون السياسة الأمريكية حذرة وربما بطيئة لكن ثابتة في طريقها لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في سوريا والمنطقة خلال الأعوام الأربعة القادمة بغض النظر عمن سينتخبه الشعب الأمريكي رئيساً بعد أيام. السؤال سيصبح: أسلوب أي من المرشحَين سيكون الأنسب لتحقيق هذه الأهداف؟