ِّغَيابةُ الجُب
ِّغَيابةُ الجُب
عادل قاسم
1
ٍفي غَيابةِ الجُبِّ، أقفُ كتمثالٍ من الصَمغِ على صخرةٍ مُتآكلةٍ، تتقاذفني الرياحُ ريشةً من جَناحِ طائر ، لاشيءَ يُبْدِّدُ وَحْشَتي في هذا الصمتِ ، كُلَّما داعبَ الوَسنُ غَيمتي الغافيةَ على جرفِ نَهارٍ تَبْتلعُهُ ريبةُ البقاء ،
2
ِمُؤَجَّلٌ تَسْتبقُكَ هذه الخُطى العَجلى المؤطرةُ بالألمِ، كَنهرٍ ميتٍ يَمتدُّ مُشاكِساً الآفاقَ الراعفةَ بالذُبول
3
حتى مخالبُ الزمنِ ليسَ بمقدورِها أَنْ تَقْتصَّ من الثواني الزاحفةِ بِرقةٍ وَسموٍّ وهيَ تَعْزفُ كلَّما ِارتقتْ الأَرقامُ قُدَّاساً آخرَ للولادةِ والفناء
4
هكذا نحنُ لا نَرى النهايةَ إلاَّ في
غيرِنا، مُغفَّلونَ نَسيرُ بِخُيلاءٍ على الربوعِ التي لا نَرى الا خُضْرَتها المُمْتدَّةَ كَبُساطِ الريحِ على غَيمةِ الأملِ التي َستُشتِّتُها رياحُ الوحدةِ خَلفَ تلكَ الخطوطِ المتلاشيةِ في النهاياتِ التي تلتقي في ثُقْبٍ مُكْفَهِرٍّ ليسَ بمقدورِنا الإفلاتُ من نَواجذِهِ التي تبَدو أكثرَ لَمعاناً كلما لَوَّحتْ الشمسُ بِجدائِلها المُشرقةِ