الإثنين 25 نوفمبر 2024
القاهرة °C

أردوغان “أكبر فيروس يهدد العالم”!..

بير رستم

الرئيس التركي وخلال مؤتمر حزبه في ولاية سامسون يصرح ب(أن قدَر حزبه هو قدَر الدولة التركية، مضيفا: “نحن حزب توحد قدره مع الدولة التركية والأمة التركية. نحن موجودون إذا كانت تركيا موجودة. إذا كانت تركيا قوية فنحن أقوياء”). و(اضاف أردوغان “عندما ننجح في نضالنا السياسي والاقتصادي ستكون تركيا من بين أكبر الدول في العالم”)، بينما وصف وزير الخارجية التركي السابق ومهندس سياسات “صفر مشاكل”؛ أحمد داود أوغلو، الرئيس التركي أردوغان بالديكتاتوري وبأنه أخطر فيروس يهدد العالم وذلك خلال انعقاد مؤتمر حزبه الأول حيث قال؛ “فيروس كورونا ليس الخطر الأكبر على أوروبا والعالم أجمع اليوم، وإنما الأخطر هو فيروس ثقافة الديكتاتورية الذي ينشرها القادة الجهلاء. هذا الفيروس يدمر أولًا جسد الإنسان، ثم روحه ووعيه الإنساني”. وطالب داود أوغلو رجال الدين وهيئة الشؤون الدينية بالوقوف أمام السلاطين أصحاب القوة المطلقة، قائلًا: “لو كنتم رفعتم أصواتكم مثل الإمام الأعظم الذي استشهد في السجن، لكان لكم قيمة معنوية أكبر اليوم”. وأكد .. أن نظام حزب العدالة والتنمية لن يكون قادرًا على إدارة البلاد واقتصادها وعلاقاتها الخارجية وملفها الطبي طالما استمر النظام الرئاسي، قائلًا: “لأن نظام الرئاسة جعل عدم الاعتماد على الكفاءات واتخاذ قرارات كيفية أمرا مؤسسيا في الدولة”) وذلك وفق ما جاء على موقع “الزمان التركية”.

طبعاً هذه التصريحات المضادة بين الطرفين -الرجلين؛ أوغلو وأردوغان وحزبيهما- يؤكد على وجود خلافات حادة في مواقف الفريقين وبأن تركيا تعيش حالة إنقسام سياسي ومجتمعي حقيقي وخاصة مع الأزمة الاقتصادية التي تجتاح البلاد نتيجة سياسات تركيا وحزب العدالة وتوهم القوة بأن يمكن أن تصبح تركيا “من بين أكبر الدول العالم”، كما جاء ذلك على لسان رئيسها في مؤتمر حزب العدالة والتنمية بحيث يذكرنا بالمرحلة النازية في تاريخ أوربا وألمانيا تحديداً وذلك حينما وجدت ألمانيا وتحت قيادة هتلر بأن؛ “معاهدة فرساي” في 28 يونيو (حزيران) 1919 قد أجحفت بحق بلده وبالتالي يجب “تصحيح الأوضاع” وإعادة تلك المناطق التي سلبت منها إلى جسد الإمبراطورية فكانت الحرب العالمية الثانية وتدمير أوربا وأولهم ألمانيا نفسها وملايين الضحايا، ناهيكم عن الجانب الاقتصادي الذي جعل الكثيرين يموتون جوعاً وبرداً وإنهيار العملة الألمانية كما الليرة التركية، ناهيكم عن قتلى الحرب.. وللأسف ها هي تركيا اليوم تريد أن تسير على خطى ذاك الحليف القديم/الجديد -ألمانيا النازية- وتحاول أن تستعيد ما فقدتها في الحرب العالمية الأولى من أراضي ودول حيث أردوغان نفسه وفي مؤتمر سامسون يوم أمس قال (إن الدول التي يحارب فيها جيشه جزء من تركيا)!

بل وضح ذلك بصريح العبارة -بحسب ما نقلته موقع “الزمان التركية”- وذلك عندما قال؛ (“نحن موجودين في سوريا وليبيا وأذربيجان، ودفعنا الثمن وقدمنا شهداء في عفرين وإدلب وعملية غصن الزيتون ومخلب النسر، وعمليات أخرى خارج حدودنا الوطنية ولكن تذكروا ولا تنسوا أبدا كل أرض جرت فيها دماء شهدائنا هي أرضنا، نعم هي جزء من وطننا”، على حد تعبيره) وذلك في تناقض واضح عما كان يقوله سابقاً؛ بأن “لا نية لدى تركيا في احتلال وضم مناطق سورية لبلاده وإنما هدف تركيا هو تطهير تلك المناطق من العناصر الإرهابية” وذلك في إشارة إلى قوات الحماية الشعبية والتي يجدها أردوغان وحزب العدالة؛ بأنها جزء من حزب العمال الكردستاني.. وهكذا فإن تصريح أردوغان الأخير بخصوص مناطق شمال سوريا وغيرها من البلدان التي دخلتها قواته باتت واضحة ومكشوفة حيث ضمها للأراضي التركية في إعادة للمشهدية الألمانية النازية وذلك حينما أرادت هذه الأخيرة “إسترجاع مقاطعاتها” مثل لورين والإلزاس والتي كانت قد أعيدت لفرنسا بموجب فرساي.. ولذلك فحينما قلنا؛ بأن مشروع تركيا الطوراني الإسلاموي لا يختلف عن أي مشروع عنصري فاشي، لم نكن نتجنى عليها وعلى حكومة العدالة والتنمية، بل إن سياسات تركيا العدوانية ضد الآخرين وبالأخص شعبنا الكردي بدأت تتوضح للعالم تماماً وأعتقد ستكون سبباً في خلق المزيد من الأزمات والحروب بالمنطقة.. فهل ستكون نهاية أردوغان وتركيا شبيهة بنهاية هتلر وألمانيا النازية؟

to top