وميض خافت
عبد الغني المخلافي
أنوي الذهاب إلى أقارب
في الجوار ..
أتراجع خشية شكواهم
وارتفاع ضغطي .
إلى غرفتي أنعطف
أخلع أوجاعي ..أغتسل
آخذ مكاني كالعادة .
على صهوة جهازي ” التاب ”
ألهث في كتاب إلكتروني
حسب مضمار القراءة
أروض السليقة
أداهم الفكرة
بلغة مطواعة
***
ثمة بندقية لا تكف
في جمجمة رأسي
عن الثرثرة .
أهرب من لغة الحرب
إلى شعر محمد الماغوط
ورياض الصالح الحسين
وأعمال دويستويفسكي .
على رصيف من الخيبات
أمضي بجسد متهالك
وأيام بلا روح
وأحزان متفاقمة
***
كيف أنسل
من قبضة هذا السكون
وأطلق صرخة عالقة.
في الأعماق ضحكة
أريد انتزاعها .
من عزلتي القصيّة
أراقب قطعان الليل
المتوحشة
حيث الأدخنة الكثيفة
والدماء النازفة
في جسد الوطن .
النهيق ليس مقصورًا
على الحمير .
ثمه من ينهق
من البشر
***
في وجه هذا العالم القميء
تعالي نُغنّي
ولو ليوم واحد .
تبقى السجائر في وحشة الليل
الرفيق الحميم .
على هذه الأرض المَلْغُومَة أمضي .
عنك لن تثنيني غوغائية القبح
***
أحن إلى قريتي البعيدة
إلى مدينتي المنكوبة
إلى أصدقائي المشردين
على وجه هذه الحرب .
كيف لي الذهاب إلى العمل
وأنا لم أتزود
من ابتسامتك ؟ .
أكره التعالي والنرجسية
في تعاطي المبدع .
كم أنا كثير بأصدقاء عرب
هم أقرب من القريب
***
أتطاير كالغبار خلف ظهر
الوقت المنصرم .
على أرصفة الليل
لا شيء يلملم أحزاني المتناثرة.
في متاهات
من الحيرة المترامية
والصفعات القاسية
من الغربة
أعود متعثراً
لا يد تمتد لسقوطي
لا فراش يتسع لأوجاعي
وأنا الذي كنت سَيَّالًا
على بياض الورقة
كيف صرتُ
شحيحًا و فقيرا ؟
***
تحت جَبَروت الفقر
والمرض والرصاص
ثمة شعب يُسحق .
أراوغ الفخاخ
فوق آلاف الحفر .
كيف يمكنني فتح ثغرة
في صُلْبِ هذا الجدار ؟.
ابتسمي
ليتسع صدر العالم
وتنكسر الأغلال.