انتحار ميت
عبد الواحد السويّح
اسمي في علاقةٍ اعتباطيّةٍ معي
جسدي استعارةٌ لقشّةٍ في عاصفةٍ
لم أمسك مرَةً نجمةً واحدةً
لم أعانق مرّةً فراشةً باللّيل
لم أتذوّقْ مرّةً نبيذا مع سمكةٍ
رغبتي في الانتحار كبيرةٌ
أيّتها الشّجرةُ الَتي أكتبُ لها أنا قادمٌ إليكِ بالحبلِ…
بعد يومٍ أجدُني في علاقةٍ اعتباطيَةٍ مع المصيرِ
ما زالت السّماءُ معلّقةً
ما زالت النّجومُ بعيدةً
لا فراشة باللّيلِ
لا كأس ولا سمكة…
من أعلى قمّةٍ على مشارف البحرِ ألقيتُ بنفسي
بعد يوم أجدُني في علاقةٍ اعتباطيّةٍ مع الموتِ
نفسُ السّماءِ السّوداءِ
نفسُ الأرضِ الحمراءِ
نفس القشّةِ ونفسُ العاصفةِ
لا بدّ من الانتحارِ
لعلّه المِعصمُ والسّكّينُ…
بعد يومٍ شاهدتُ أنواعا من الدّماءِ
دماء فراشة تزوّجها عُقاب
دماء سمكة خرجت من البحر عاريةً
دماء القرابين
دماء الطّيور والخرفان…
سأنتحرُ
كلّ الحبوب المتبقّية في بيتي سترحلُ معي
حبوب الشّتاءات الّتي لم أخترْها
حبوب عمري الّذي فُرض عليَّ
حبوب الحياة
حبوب الموت…
بعد يومٍ أجدُني محاطا بالضّحكِ
جيوبي تضحكُ
أحذيتي تضحكُ
شعر رأسي يضحكُ
شجرتي الّتي أكتبُ لها تضحكُ
كانوا يضحكون من رغبتي في الانتحارِ
لأنّي أصلاً رجلٌ ميّت