“توحيد الرؤية بين الدول العربية وقف للانتهاكات التركيّة”
196
4 سنوات مضت
حوار/ إيفا إبراهيم-
أكدت باحثة العلوم السياسيّة المصرية الدكتورة فرناز عطية أحمد، بأن حملة مقاطعة البضائع التركيّة لاقت صدىً واسعاً، وأثبتت نجاحها في كل من السعودية ومصر، وأشارت إلى عدد من الدول ومنها الدولة المصرية التي طالبت بضرورة بحث مجلس الأمن بالجرائم والانتهاكات التي ترتكبها الدولة التركيّة باختراق مناطق تواجد الكرد في سوريا.
ولمعرفة المزيد عن تفاصيل مقاطعة البضائع التركية أجرت صحيفتنا “روناهي” حواراً مع باحثة العلوم السياسية المصرية الدكتورة فرناز عطية أحمد.
– هناك حملة واسعة في كل من “مصر والسعودية” لمقاطعة البضائع التركيّة، ما هدفكم من هذه الحملة؟
الهدف هو الضغط على الدولة التركية لوقف السياسة التركية التي تنتهجها في الوطن العربي من دعم الجماعات المرتزقة، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.
– ما موقف الحكومة المصرية من هذه الحملة الشعبية لمقاطعة البضائع التركيّة؟
على المستوى الشعبي لاقت الدعوة للمقاطعة صدى واسع، حتى أنها أثبتت نجاحها في السعودية ومصر، حيث اُستبدِل المنتج التركي بالمنتج المحلي أو البديل، ولكن على المستوى الرسمي هنالك اتفاقيات تجارية تلتزم بها الدول تم عقدها في وقتٍ سابق، كما أننا نعيش في عالم تسوده العولمة وحرية التجارة والحركة السريعة للأفراد والسلع والخدمات، مما قد يجعل بعض الاقتصاديين يرون عدم الفاعلية الكبيرة لهذه المقاطعة، وبالفعل هناك هبوط في سعر صرف الليرة التركية، ولكن باعتقادي أن هذا الهبوط هو محصلة لتضافر عدد من العوامل السياسيّة والاقتصاديّة، حيث تأثرت به الدولة التركية داخلياً وخارجياً.
وليس مقاطعة البضائع التركية وحده هو السبب في هبوط الليرة التركية، ولكن العنصر الجيد هو التعبير عن الرفض الشعبي القوي إلى جانب الممانعة أمام السياسة التركية في الوطن العربي وفي الإقليم ككل كإحدى وسائل الضغط للتعبير عن رفضهم تجاه الجانب التركي.
ـ ما الإجراءات المُتخذة لإنجاح الحملة، وهل هناك مدة محددة لاستمرار الحملة؟
ليس هناك فترة محددة لإنهاء المقاطعة، فهناك توعية مستمرة لأهمية المقاطعة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن عدد من الأحزاب والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني تبنت نهج المقاطعة، كما أن المقاطعة ليست موجهة للشعب التركي، بل لقيادة السياسة ذات الأيديولوجية التوسعية.
ـ العلاقة بين الشعب المصري والشعب الكردي علاقة تاريخيّة، ما سبل تطوير هذه العلاقة، وما هي مشاريعكم لتطوير تلك العلاقة؟
العلاقات عريقة بين الكرد والمصريين، فالكثير من أبناء الشعب الكردي يعيشون في مصر، وينصهرون ضمن نسيج الشعب المصري، ومصر ترفض العمليات الدموية والتوسعية التي ترتكبها الدولة التركية بحق أبناء الشعب الكردي في سوريا.
وهناك لقاءات أبرمت بين الخارجية المصرية وقيادات الجانب الكردي في إطار التنديد بالممارسات التركية تجاه سوريا عموماً، والشعب الكردي على وجه الخصوص، كما تمت استضافة المكتب التمثيلي للكرد على الأراضي المصرية.
فعلى المستوى الشعبي هناك عدد من الباحثين والمفكرين الذين يعرفون بالقضية الكردية من خلال عدة منصات ومراكز بحثية، كالمركز المصري للدراسات الكردية بالقاهرة، وأيضاً هنالك الكثير من المهتمين بالشأن الكردي.
وعلى صعيدٍ أخر أؤمن يقيناً بأن أفضل دعاية أن يسوق الشخص ذاته بمعنى أن يعبر الكرد عن ذاتهم وقضيتهم بأنفسهم، فهذا أصدق سبيل التعبير، وذلك من خلال الوصول إلى المواطن العربي العادي البسيط، من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، واستخدام القوى الناعمة للثقافة الكردية والتعريف بالموروث الثقافي المادي واللامادي، لنقل صورة مبسطة عن الكرد خارج الإطار النمطي والتابوهات المشاعة عن الكرد، بأنهم شعب انفصالي تريد تفتيت وحدة الدول العربية التي يعيشون فيها، والتأكيد على أنهم إضافة للدول العربية وليس انتقاص.
– تركيا العدو المشترك لشعوب المنطقة، كيف بإمكاننا الوقوف في وجه المخططات التركيّة التوسعية، وإفشالها؟
يمكن التصدي للطموحات التوسعية التركية من خلال توحيد الجهود لدرء وتفنيد المزاعم والذرائع التركية المختلقة، للتدخل في الشأن الداخلي للدول العربية وللكرد سواءً في سوريا أو العراق، والتأكيد على حق العِرق الكردي في التعايش السلمي داخل الدول العربية مع الاحترام الكامل لحقوقهم الإنسانية وضرورة وقف الانتهاكات التي ترتكب بحقهم سواءً في العراق أو سوريا من قبل الدولة التركية.
وبالفعل طالبت عدد من الدول، ومنها الدولة المصرية بضرورة بحث مجلس الأمن بالجرائم والانتهاكات التي ترتكبها الدولة التركية باختراق مناطق الكرد، واتخاذ موقف تجاههم، والمواقف الحاسمة إزاء انتهاك سيادة الدولتين واحتلال أجزاء من سوريا يتواجد بها الكرد بحجة محاربة الإرهاب.
– ما هي كلمتكم الأخيرة؟
لا بد من تضافر الجهود وتوحيد الرؤى بين الدول العربية والكرد للوقوف في وجه الجانب التركي التوسعي، لا سيما مع استغلاله للأوضاع الراهنة التي يمر بها الوطن العربي أسوء استغلال، لتحقيق مكاسب سياسيّة واقتصاديّة تركية على حساب أمن الدول العربية بأطيافها المختلفة واستقرارها.