أردوغان يعلن أجزاء من إقليم كردستان وسوريا وليبيا جزء من بلاده
لم يعد خافياً على أحد أطماع أردوغان ومخططاته بإعادة أمجاد أجداده العثمانيين، الذين أنشئوا امبراطورية مترامية الأطراف، تحت شعار الدين وتوظيف الإسلام في خدمة أطماعهم.
وفي تصريحات ملفتة قبل يومين، وخارجة عن الاطار المألوف الذي كان يدعيه أردوغان دائماً بنصرة المظلومين في البلدان المجاورة.
قال أردوغان في اجتماع لأنصار حزبه في مدينة صامصون شمال تركيا: إن “كل أرض جرت فيها دماء جنودنا هي جزء من أرضنا”.
وأضاف، “نحن موجودون في سوريا وليبيا وأذربيجان، ودفعنا الثمن في عفرين وإدلب وعملية غصن الزيتون ومخلب النسر، وعمليات أخرى خارج حدودنا”.
وتابع أردوغان، “كل أرض جرت فيها دماء تركية هي أرضنا نعم هي جزء من وطننا”.
وكلمات أردوغان هذه تعيد بالذاكرة إلى ما قبل ألف عام، حين انطلقت قبيلة “الكاي” من منطقة آسيا الوسطى مع قبائل الأوغوز الأخرى، باتجاه شرق أسيا والاناضول، رافعين شعار “كل أرض يموت فيه محاربينا تعتبر موطناً لنا”.
وقبيلة الكاي التي ينحدر منها أرطغرل بن سليمان شاه، الذي اشتهر بعبارته هذا، والذي يعتبر المؤسس الأول للدولة العثمانية، مستغلاً ضعف الدولة السلجوقية، استقروا في منطقة الأناضول، ومنها تم الإعلان عن الدولة من قبل عثمان بن أرطغرل، التي أخذت اسمها منه.
وتصريحات اردوغان هذه ذات مدلولات خطيرة جداً، حيث يؤكد على أطماعه ومخططاته بإعادة إحياء امبراطورية أجداده من جديد، مخالفاً لكل ما كان يدعيه من قبل بحماية أمن بلاده القومي، ونصرة المظلومين وإنقاذ الأبرياء في سوريا وليبيا وأذربيجان وإقليم كردستان العراق وقبرص.
وما أسماء السفن التي أرسلتها تركيا إلى المياه الإقليمية لليونان “ياووز وبربروسا خير الدين وعروج ريس والفاتح” إلا أسماء قادة عثمانيون خاضوا حروب في جبهات أوربا والبحر المتوسط واستولوا على مناطق فيها، دليل على مواصلة الحملة العثمانية التي انتهت منذ أكثر من مئة عام، يريد أردوغان تجديدها.
ومن هنا ندرك تماماً أن تدخل أردوغان في سوريا وليبيا وقبرص وأذربيجان وإقليم كردستان، ليس كما يزعم لنصرة المظلومين، وملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني، وحماية الأمن القومي التركي، بل الهدف منه هو إحياء مشروع أجداده العثمانيين.