الحدث – القاهرة
بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي، الموافق ٨ مارس من كل عام، تلقي متاحف الآثار المصرية، الضوء على عدد من السيدات المصريات، وإبراز دورهن في رفعت ورقي المجتمع عبر العصور التاريخية في مختلف المجالات.
وأوضح مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، أن شخصيات تلك السيدات تتنوع بين ملكات حكمت قديما، وأسماء معبودات عرفها المصري القديم، وأميرات الأسرة العلوية، ونساء أثرت في التاريخ المصري الحديث، حيث يقوم كل متحف بسرد معلومات عن السيرة الذاتية لأحد هؤلاء السيدات، وذلك على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة به، كما يقوم أمناء المتاحف بتقديم شرح تفصيلي لدور تلك السيدات داخل قاعات العرض لجميع زائري المتاحف.
متحف قصر المنيل
يلقي المتحف الضوء على الأميرة شيوه كار ، والتي لقبت بـ “المرأة العالمة” الزوجة الأولى للملك فؤاد، ووالدتها الاميرة نجوان وجدان حفيدة محمد شريف باشا أبو الدستور المصري. ولدت في عام 1868م، ولها العديد من الأعمال الخيرية، انشأت جريدة نسائية عام 1945 باسم المرأة الجديدة، وترأست جمعية مبرة محمد على مدى الحياة، وكانت رئيس شرف لمؤسسة مدينة فاروق الأول الجامعية.
كما كانت تستقبل العديد من الشخصيات الهامة في قصرها، يوم الأحد من كل اسبوع، فيما عرف باسم صالون الأحد.
حصلت الأميرة شويكار على الوشاح الأكبر من نيشان (الشفقات) من السلطان مراد الخامس، وكانت تعد – وقت وفاتها عام 1947م – واحدة من ستة سيدات تحملن نيشان الليجيون دونير من درجة كومندور.
توفيت في 17 فبراير سنة 1947، في القاهرة، وقد كانت على علاقة طيبة بالملك فاروق، وقد أحضر لها الرخام المستخدم في قبرها من إيطاليا خصيصًا لهذا الغرض، والمدفن الذى صمم على هيئة سرير، وهو قمة فى الجمال من ناحية التصميم والشكل.
المتحف القبطي
يلقي المتحف الضوء على السيدة “إيريس حبيب المصري” باحثة وكاتبه في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والتي قدمت العديد من المحاضرات في التاريخ القبطي في الكلية الإكليركية في كل من القاهرة والإسكندرية ومعهد الدراسات القبطية. كما قامت بتوثيق ما يقرب من 2000 عام من تاريخ الكنيسة.
ولدت إيريس حبيب المصري، عام 1910، والدها حبيب المصري كان وكيل المجلس المالي العام للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وشغل مناصب عدة بالمجتمع.
أتقنت اللغة الإنجليزية، واللغة القبطية منذ صباها، وحصلت على ليسانس في الآداب من كلية البنات الأمريكية، ثم أوفدتها وزارة المعارف في بعثة إلي لندن لدراسة علم النفس وعلم تربية الأطفال، ثم عُينت في معهد التربية بالزمالك التابع لوزارة المعارف.
وأثناء تلك الفترة قامت بكتابة “التربية العلمية وعلم النفس”، وبعد عدة سنوات استقالت لتكرس وقتها لدراسة تاريخ الكنيسة التي شغفت به، وفي عام 1953 ذهبت في بعثة أخرى لدراسة علوم القبطيات في جامعة “Dropsie”.
من أهم انجازاتها مجموعة من المؤلفات أشهرهم التسع مجلدات التي جمعت فيها تاريخ الكنيسة بعنوان “قصة الكنيسة القبطية” وقد وهبت كل الإيراد للكنيسة. وافتها المنيه عام 1994.
متحف المركبات الملكية
يلقي الضوء على عدد من نساء الأسرة العلوية، اللاتي تتميزن بجمالهن وثقافتهن الفكرية إلى جانب الأنشطة والأعمال المتميزة والمؤثرة في المجتمع، وهن الأميرة فوزية «درة التاج الملكي»، وأمينة هانم إلهامي «أم المحسنين»، ونازلي فاضل «أميرة التنوير»، وانجي هانم ، ونعمت الله «صاحبة قصر التحرير»، والأميرة فائقة اسماعيل.
متحف مطار القاهرة الدولي صالة ٢
يلقي المتحف الضوء على السيدة “مبروكة خفاجى”، والدة الدكتور على باشا إبراهيم أول عميد مصري لكلية الطب بجامعة فؤاد الأول، ثم أصبح بعدها رئيساً للجامعة، وفي عام 1940 تم تعيينه وزيرًا للصحة.
السيدة “مبروكة خفاجى” هي والدة الدكتور المعروف على إبراهيم وهي فلاحة مصرية بسيطة من إحدى قُرى محافظة كفر الشيخ، انتقلت إلى الإسكندرية مع والدتها بائعة جبن في شوارع الاسكندرية لتدخل ابنها المدرسة، وبعد أن حصل على الابتدائية ذهب والده ليأخذه ايهما بالشهادة الابتدائية، لكنها هربت به إلى القاهرة وأدخلته المدرسة الخديوية في درب الجماميز وعملت لدى أسرة السمالوطي لتستطيع أن تنفق على تعليمه.
تفوق ابنها في دراسته، واستطاع دخول مدرسة الطب عام 1897 وتخرج منها عام 1901، و بعد 15 عام مرض السلطان حسين كامل واحتار الأطباء في مرضه حتى تمكن ابنها الدكتور علي إبراهيم من علاجه وأجرى له جراحة خطيرة، ومنحه الملك فؤاد الأول في 1922 رتبة الباشوية، وفي عام 1929 تم انتخابه أول عميد مصري لكلية الطب بجامعة فؤاد الأول.
متحف الشرطة
يلقي الضوء على السيدة “نجوى الحجار”، أول شهيدة في الشرطة النسائية في تاريخ وزارة الداخلية.
ولدت عام 1963 وتخرجت من كلية الشرطة عام 1987، وتولت العديد من المواقع الشرطية، وشغلت مناصب عدة منها عميدة بالشرطة المصرية، ونائب مدير شرطة تصاريح العمل، ثم قائدا للشرطة النسائية لتأمين الأعياد بالكنيسة.
متحف شرم الشيخ
يلقي الضوء على عدد من أهم الشخصيات النسائية التي أثرت في مجتمعاتهم باللغات الروسية والإيطالية والانجليزية والعربية. ومن بين هؤلاء السيدات، السيدة هدى المراغي، السيدة النتينا تيريشكوفا، والسيدة كريستيانه نوسلاين، والسيدة كيارا كافلياري، والسيدة فلورنس نايتنجل.
متحف التحنيط بالأقصر
يلقي الضوء على “الملكة حتشبسوت”، فهي ملكة حاكمة مصرية قديمة والخامسة ضمن تسلسل ملوك الأسرة الثامنة عشرة. حكمت بعد وفاة زوجها الملك تحتمس الثاني، واتسمت فترة حكمها بالسلام والرفاهية وكذلك قوة الجيش ونشاط البناء.
كما اعادت فتح المحاجر والمناجم التي أهملت لفترة طويلة، وخاصة مناجم النحاس والملاكيت في شبة جزيرة سيناء. ومن أشهر انجازاتها تنشيط حركة التجارة الخارجية وارسال البعثات التجارية ومنها بعثة بلاد بونت “الصومال حاليا ، وجنوب اليمن”؛ حيث ارسلت بعثة تجارية على متن سفن كبيرة تقوم بالملاحة في البحر الأحمر محملة بالهدايا والبضائع المصرية مثل البردي والكتان.
واستقبل ملك تلك البلاد البعثة استقبالا جيدا، ثم عادت محملة بكميات كبيرة من الحيوانات المفترسة والأخشاب والبخور والابنوس والعاج والجلود والأحجار الكريمة، وتم تصوير أخبار تلك البعثة على جدران معبد الدير البحري على الضفة الغربية من النيل بالأقصر.
متحف تل بسطا
يلقي الضوء على “الملكة تتي شيري”، أحد الملكات التي صنعن النصر؛ هي أم الملك سقنن رع، قد تولت الحكم كوصية على العرش حتى استطاع ابنها الملك أن يتولى الحكم حتى استشهد في حربه مع الهكسوس الذين احتلوا قطاع شرق الدلتا.
متحف سوهاج القومي
يلقي الضوء على “المعبودة حتحور”، وهي تعد من أشهر وأقدم المعبودات المصرية القديمة، وكانت معبودة لدى المصريين القدماء للجمال والأمومة، والسماء، والأرض، والحامية للمحاجر والمستقبلة للموتى، والموسيقى والغناء والعديد من الألقاب.
تعددت أشكالها وهيئاتها من مدينة إلى أخرى، بل أضفوا عليا صفة معبودة الإقليم، ونظراً لحب المصريين لها، شيدوا لها المعابد، والمقاصير في جميع الانحاء مثل المعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت، ومعبد في جزيرة فيلة بأسوان، ومقصورتها بمحاجر سمالوط، دير المدينة بالأقصر.
كما أهتم بمعابدها البطالمة، فشيدوا لها مجموعة من المعابد أهمها معبد دندرة التي تعتبر المدينة الرسمية لعبادتها، وكان يرمز لها برأس البقرة ، المحاربة، شجرة الجميز، وسيده تحمل فوق رأسها قرص الشمس والثعبان. تم تصويرها علي هيئة وجه أدمي لسيدة لها أذن بقرة.
متحف الإسماعيلية
يلقي الضوء على الدكتورة “سعاد ماهر”، وهي عالمة مصرية تخصصت في الآثار الإسلامية من مواليد 1917. حصلت على الدكتوراه في الآثار الإسلامية من جامعة القاهرة سنة 1954، وعينت عميدة كلية الآثار بجامعة القاهرة خلال الفترة من 1974 إلى 1977، ثم أعيرة لكلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، أستاذ للدراسات العليا حتى 1985، ثم عادت إلي جامعة القاهرة كأستاذ متفرغ بكلية الآثار حتى وافتها المنية عام 1996.
حصلت على وسام جمهورية مصر العربية من الطبقة الثانية عام 1977 و نيشان الاستحقاق من هيئة فرسان العصور الوسطى من جمهورية النمسا تقديرا لكتابة المادة العلمية لثلاثة أفلام عن اليهودية والمسيحية والإسلام و وسام جمهورية مصر العربية من الدرجة الأولى في الفنون والآداب و جائزة الدولة من الدرجة الأولى من المملكة العربية السعودية تقديرا لمؤلفاتها عن مكة والمدينة و درع دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما ألفت أكثر من ثمانين كتابا عن الحضارة والآثار والفنون الإسلامية والقبطية.
متحف طنطا
يلقي الضوء على الدكتورة “سميرة موسى”، من مواليد مارس 1917م ، وهي أول عالمة ذرة مصرية، وأول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً).
حظيت على المراتب الأولى في جميع مراحل تعليمها، ويذكر عن نبوغها أنها قامت بإعادة صياغة كتاب الجبر الحكومي في السنة الأولى الثانوية، وطبعته على نفقة أبيها الخاصة، ووزّعته بالمجان على زميلاتها عام 1933 .
حصلت على بكالوريوس العلوم، وكانت الأولى على دفعتها، فعُيّنت معيدة بكلية العلوم، ثم حصلت على شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات، وسافرت في بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، وحصلت على الدكتوراه في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة. وقامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية، كما حرصت على إيفاد البعثات للتخصص في علوم الذرة، فكانت دعواتها المتكررة إلى أهمية التسلح النووي.
سافرت سميرة موسى إلى بريطانيا ثم إلى الولايات المتحدة للدراسة في جامعة أوكوردج بولاية تنيسي الأمريكية، كما لبت دعوة للسفر إلى الولايات المتحدة في عام 1952 م، حيث أُتيحت لها الفرصة لإجراء أبحاث في معامل جامعة سانت لويس بولاية ميسوري الأمريكية، وتلقّت عروضا للبقاء هناك لكنها رفضت.
وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 5 أغسطس، وفي طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع لقت مصرعها على أثر حادث تصادم سيارة.
متحف ملوي
يلقي المتحف الضوء على السيدة “هدى شعراوي”، ابنة محمد سلطان باشا، من مواليد المنيا، عام 1879، تلقت تعليمها في منزل أهلها؛ وتزوجت في سن الثالثة عشرة من ابن عمتها “على الشعراوي”، وأنجبت “بثينة” و”محمد”.
أسست جمعية لرعاية الأطفال عام 1907 ؛ وفي 1908 نجحت في إقناع الجامعة المصرية بتخصيص قاعة للمحاضرات النسوية، وكان لنشاط زوجها السياسي الملحوظ في ثورة 1919 أثر كبير على نشاطاتها، فشاركت بقيادة مظاهرات السيدات عام 1919، وأسست “لجنة الوفد المركزية للسيدات” وقامت بالإشراف عليها.
في عام 1921 أثناء استقبال المصريين لسعد زغلول وجهت هدى شعراوي الدعوة إلى رفع السن الأدنى للزواج للفتيات ليصبح 16 عاما، وكذلك للفتيان ليصبح 18 عاما، وطالبت من الجميع تأييد تعليم المرأة وعملها المهني والسياسي.
أعلنت هدى شعراوي عن إشهار أول اتحاد نسائي في مصر حمل اسم “الاتحاد النسائي المصري” وذلك عام 1923، وشغلت منصب رئاسته حتى عام 1947. كما كانت عضوا مؤسسا في “الاتحاد النسائي العربي “وصارت رئيسته عام 1935، وفي نفس العام صارت نائبة رئيسة لجنة اتحاد المرأة العالمي.
دعمت هدى شعراوي إنشاء نشرة “المرأة العربية” الناطقة باسم الاتحاد النسائي العربي، وأنشأت مجلة المصرية عام 1937. كانت هي حلقة الوصل بين الحركات النسائية العربية ونظيرتها الغربية، إذ شاركت في 14 مؤتمراً نسائياً دولياً في أنحاء العالم العربي، وأسست 15 جمعية نسائية في مصر وحدها، وأسست مجلتين نسائيتين، واحدة بالعربية والأخرى بالفرنسية، ونقلت أفكار تحرير المرأة من مصر إلى بقية الدول العربية.
تركت العديد من المؤلفات منها عصر الحريم وهو كتاب يحكى مذكرات المرأة المصرية في الفترة ما بين (1880-1924)، توفيت في يوم 13 ديسمبر 1947.
متحف الوادي الجديد
يلقي المتحف الضوء على السيدة “دريه عمر عبد الحافظ سلطان”، من مواليد الواحات الخارجة بالوادي الجديد، عام ١٩٤٤. حصلت على الثانوية من مدرسة الخارجة الثانوية المشتركة سنة 1965، ثم التحقت بكليه العلوم بالمنيا ومن بعدها أسيوط، وحصلت على بكالوريوس علوم ودبلوم تربية وتخرجت في 1970.
كان أول عمل لها مدرس علوم بمدرسة الخارجة وتدرجت وأصبحت مدرس لعلوم الفيزياء وكيمياء. ثم تمت إعارتها للعمل بالمملكة العربية السعودية في عامي 1977 ، 1988 حتى وصلت لمنصب مديرة مجمع مدارس طريب بالمملكة العربية السعودية . عملت مديرة بمدرسة نجيب محفوظ سنة 1995 إلى أن احيلت إلى المعاش سنة 2004.