قراءة انطباعية لنص الأديبة فوزية أوزدمير
… … …
في لحظة الذروة يأخذني في شطحات من التخيل ..
وهو يتأمل الهاجس الغامض الذي يدفعه لأن يجلس لوحده
تفتح عينيك على أشياء تعرفها
ربما باعتقادك أنها ألوان أخرى من الحب
حضور وجبات الأعياد مع الأقارب
أنا أعاني من سوء الامتصاص ،
قراءة انطباعية… بقلمي… عائدة حاتم / سورية
تغريني الحياة وملذاتها وأحب المرح والفرح ..
اتأمل من يجري وراء رغيف الخبز ..وقوت يومه
يتساءل ..!؟..وهل أنت كذلك.. ؟!!
ذاك الرغيف يؤلم أمعائي المتعبة….
يجيب كبريائي وعزة النفس ..
تسخر الجدران المتصدعة ..وخلفها تستتر آلاف الحكايا..
الكوميديا السوداء المغلفة بورق فاخر تجيده الأستاذة فوزية ..
قدرة فائقة على التصوير والإزاحة والمواربة ..
يأخذنا النص برقة مبكية وبهدوء أشبه بالموت ..لحال الكثير من أهل هذا الزمان تحت وطأة الفقر وقلة ذات اليد… والتفاوت الرهيب بين حال قلة تنعم بالرفاهية المبالغ فيها والسواد الأعظم من الفقراء…. تمنعهم عزة النفس من التسول… لتأتي إجابة ساخرة عريضة… أحب السوشي ؟
يا لك من أديبة بارعة ..بسطور قليلة رسمت معاناة كبيرة بأسلوب فذ ..
الحفلات والمناسبات والزيارات الجميع يحبها بل الجميع يهوى الحياة الجميلة وملذات العيش…
إنما العزلة والابتعاد فرضهما واقع معاشي قاس..
أبدعت وأدهشت أستاذتنا الكبيرة بالغوص في النفس البشرية وتصويرالمعاناة وكأنها لوحة عالمية فريدة…
الغوص في نصوصك متعة لا يشبهها شئ…
سلمت الأنامل والحس المرهف.. أديبتنا…
عندما يعيش الأديب واقع عصره ويكتب بأمانة وحرفية هو شاهد عصر أمين.. ينقل القارئ في كل زمان للحظات عايشها ..
الابتسامة رغم الحزن والدموع ..
هل الحياة على الأرض غابة ..؟..
كيف للطيور ان تغرد وأجنحتها مثقلة بدموع صغارها البائسة
اللحظة الفارقة والتي صنعت من النص لوحة إبداعية
هي الخاتمة المدهشة والمفارقة التي حملتها
وكأن طيراً خرّ من علو شاهق..
هذا الطعام الذي وفد من بلاد شرق آسيا ومن اليابان تحديداً ليصبح وجبة يتفاخر بتناولها أغنياء مجتمعاتنا…
ياللغباء… كل حضارة اليابان والعلم والتطور والتكنولوجيا التي جعلتها كوكباً لوحدها لم نأخذ سوى السوشي… بعض حبيبات أرز ونوع من السمك النئ دون طهي..
لنثبت أننا أمة سطحية تأكل وتنام فقط…
من عمق المعاناة يولد الإبداع ..
شعوب اثقل كاهلها الفقر والعوز بات الخبز حلماً يسعدها تحقيقه… ورغم ذلك تبتسم وتكمل مشوار الحياة…
جعلت الأستاذة فوزية ..المشهد المضحكي المبكي ..سخرية لاذعة بأسلوب مميز موارب.. فأتت بالنقيضين ..
وكأن المشهد يوحي للقارئ بأن مشكلة الفقر والجوع دخيلة علينا ..وصلتنا بمساعدة كريمة من غباوة نرزح في مستنقعهانأخذ كل تافه وسطحي ونبتعد عن جوهر الأمور .
نلهث وراء القشور والمظاهر الكاذبة ولا نعطي العلم والمعرفة أهميتها الكفيلة بأنقاذنا ما تبقى من كرامتنا….
أبدعت أستاذتنا القديرة… نص رائع جداً
هكذا هو الأدب الجاد الهادف…
إيجاز عمق انزياح إدهاش… استفزاز لعقل القارئ ليبحث ويتأمل لتثبت لنا أن الأدب كان ومازال عنوان ثقافة الشعوب والعنصر الفاعل في نهضتها .