الأحد 24 نوفمبر 2024
القاهرة °C

حكايات بنات

الحدث – القاهرة – بقلم ايمان الدمياطي

حكايات بنات 4

ريم ..ريم ..يابنتي مبترديش ليه ..يادي قاعدتك لوحدك في الاوضه وقفل الباب مش فاهمه ايه العزله دي …. خالتها وولادها قربوا يوصلوا .. وام سيد مجتش تساعدني النهارده علي الحظ.. لما اقوم ادخل اشوفها بتعمل ايه واقولها تيجي تساعدني في تجهيز الغدا تعمل حتي السلطه

يا ري… يانهار اسود ..ايه ريحه السجاير دي ..يالهوي يا ريم انتي بتشربي سجاير .. ازاي تعملي كده ومن امتي ؟؟؟  وليه؟؟؟ ..ليه تعملي في نفسك كده؟؟ ..ليه تعملي في امك كده؟؟

ده انا عمري ما شربتها ولا بطيق ريحتها ا!!!!!

ايه يا مامي الاوفر ده .. دي سجاير عادي يعني مش حوار .. وبعدين انا مش صغيره انا في الجامعه وعارفه انا بعمل ايهكويس .. وعموما انا بشرب تفاريح علي خفيف يعني متقلقيش.

الاختلاف بين الاجيال حقيقه لا يستطيع احد ان ينكرها وهي مشكله عاني منها جميع الاجيال السابقه وسيعاني منها الاجيال اللاحقه. اختلاف المفاهيم ووجهات النظر والفرق بين الصح والغلط والمقبول والمرفوض ..لا يوجد ثوابت اصبح كل شيء متغير تبعا لتغيرالزمن وتغير المجتمع .

اصبح تدخين السجائر والشيشه عادي وموضه ودليل علي التمدن والروشنه , واصبحت السيدات والانسات باختلاف المرحله العمريه يقبلوا عليها في الكافيهات والخروجات مع الاصدقاء .

أصبحت الامهات تدخن السجاير والشيشه امام الابناء فاصبح من العادي للابناء فعل نفس الشيء. وبغض النظر عن الاعتراضات و المخاطر الصحيه للتدخين , ولكن ما يقلقني فعلا هو عاملين اشمل واخطر ويجمع كل نواحي الحياه:

اولا: خطوره تاثير تصرفات الامهات والاباء علي الابناء

يقوم الابناء بمحاكاه الوالدين في جميع تصرفاتهم وسلوكهم , وتصبح مغروسه في اللاشعور وتصبح هي الثوابت الصحيحه والقيم الاصيله,  الي ان يصل الابناء الي مرحله من النضج والوعي الذي يدفعهم لتحليل واستيعاب واستنتاج الثوابت الصحيحه والقيم التي يقبلها ويحترمها العقل والفطره السليمه وبالتالي يختار الابناء اما الاستسلام للوضع الحالي بما له وما عليه ,أو اعلان التمرد علي الاباء وتصرفاتهم التي قد تكون غير مقبوله احيانا  ومحاوله ارساء قواعد وثوابت جديده .

اخطر لحظه علي نفسيه الابن او البنت عند الوصول الي نقطه انعدام الثقه في الابوين احدهما او كلاهما عندما يشعر الابناء بفقدان الاهل للاهليه , حيث ينهار عامل الامان والثقه والحمايه ويكتشفوا انهم مطالبين بمواجهه الحياه بمفردهم بدون حائط الصد الذي يفترض ان يحميهم وهم الابوين .

في تلك الحاله يلجأ الابناء الي أقرب مصدر للامان والحمايه وهنا يكمن الخطر . قد يكون مصدر الامان اصدقاء السوء..علاقات عاطفيه متكرره وللاسف تكون فاشله لحداثه السن.. تعاطي وادمان المخدرات بانواعها.. اللجوء الي الدين كمصدر للامان وقد يصل الي التطرف الديني الذي يصل الي الارهاب .

ثانيا: خطوره تأثير الاعمال الدراميه علي زرع الافكار وبث السم في العسل

عندما تتناول  المسلسلات والافلام مشاهد للابطال  والبطلات المحببين وهم يقوموا بتدخين شيشه او سجائر  او  يتناولوا الخمر وبطريقه طبيعيه وكانه نشاط وسلوك طبيعي , فذلك يغرس في وجدان الصغار انه تصرف ” عادي” ومقبول , وذلك ينطبق علي جميع القيم الاخري .

انتشر في السوشيال ميديا مؤخرا مشهد من مسلسل عربييعرض حاليا ويقوم ببطولته مجموعه من الابطال المشهورين ,وفيه يعنف الزوج زوجته وصديقه(هاني) عندما وجدهما بمفردهما في المنزل , وكان رد فعل الزوجه هو الغضب والثوره علي الزوج الغيور الذي اعتبرته مجنون ويحتاج الي ان يقضي يومين في منزل والدته حماتها حتي تهدا اعصابه !!!!!!! واعتراض الزوجه علي تصرف الزوج من منطلق ان هذا الصديق ( هاني) شاذ جنسيا وكلا الزوجين علي علم بالامر فبالتالي فان غيره الزوج في غير محلها !!!!!

بالتالي تم عرض قضيه الشذوذ الجنسي بمنتهي الاريحيه وبصوره مقبوله وبشكل يدعوا للتعاطف والدعم مثل ما حدث من رد فعل الزوجه الداعم والمدافع عن( هاني) .

ناهيك عن  خرق قواعد الاحترام الاساسيه كوجود الصديق ف المنزل في عدم وجود الزوج, عدم ارتداء الزوجه لملابس ملائمه لاستقبال الضيف, و رد فعل الزوجه الذي يتسم بالبجاحه والفجر تجاه الزوج والرفض لرجولته ولغيرته ونخوته وحقه الاصيل في احترام غيبته وبالتالي هو حض وتشجيع للدياثه بكافه صورها .

سلسله من جرعات مسمومه تقدم الي المجتمع لتغيير المفاهيم والاخلاقيات والثوابت , مما يهدد بسقوط اخلاقي مروع اذا لم ينتبه اولي الامر بالنظر الي محتوي الاعمال المقدمه الينا قبل فوات الاوان.

قال رسول الله صل الله عليه وسلم” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته “

to top