استهل مقالتي بتوطئة مختصرة للذين عايشوا ظروف تلك المرحلة التي ظهر فيها حزب العمال الكردستاني كحركة ثورية تحررية وتعالت أصواتهم في هذه المرحلة فقط لمحاربة حزب اتحاد الديمقراطي PYD أكثر مما يحاربون الأعداء ،هم في مزاوداتهم الفقاعية يقولون بان الPYD موالية للحزب العمال الكردستاني وبانهم لا يقبل الشراكة السياسية وقضى على الحياة السياسية في روج آفا ،كوني ابن روج آفا وذاكرتي ليست مثقوبة وبكامل فتوتها سأذكر لمحة عن تلك المرحلة التي عايشناها بكل تفاصيلها.
بعد الإنقلاب العسكري الذي قام به كنعان أيفرين عام 1980 في تركية خرج كوادر جميع الأحزاب السياسية من تركية ومن ضمنهم كوادر حزب العمال الكردستاني ،وكان من بينهم المناضل الأممي كمال بير الذي جاء إلى مدينة حلب وعقد ندوة لطلاب الجامعة في بيت أحد الطلاب اللذين كانو منتسبين للأحزاب السياسية في سورية ،هم لم يعرفو هذا كمال بير الذي كان يحمل إسماً مستعاراً ،وبرفقته الصيدلاني الراحل عبدي نعسان ليترجم الندوة التي يعقدها كمال بير إلى الكردية كونه من أصلا تركي لا يجيد اللغة الكردية.
كان كمال بير شخصية تمتلك معرفة واسعة في العلوم السياسية والفلسفية ناهيك عن شخصيته الثورية المناضلة بتحليلاته السياسية والفكرية وبروحه الثورية ترك انطباعا جيدا لدى الطلبة ومن ضمن هولاء ابن اخي فرحان حج عيسى الذي تحدث لي عنه وعن تلك الندوة قائلا في اليوم الثاني بعد الندوة تحدثنا لزملائنا في الجامعة عن هذه الشخصية المناضلة وعن نقاشه وتحليلاته المتعلقة بوضع شرق الأوسط وتقيميه للحزب الشيوعي السوفياتي والأحزاب الشوعية في المنطقة عموما ،كذلك عن الأحزاب اليسارية والكردية وعن عدم التزامهم بمبادئهم وبالقيم الثورية ،وتخاذلهم تجاه الحركة التحررية الكردستانية.
ويتابع فرحان في حديثه تفجأت في اليوم الثاني بعد أن كنا نتحدث عن ذاك المناضل وعن تحليلاته وارائه ،تتم دعوتي من قبل العضو في المكتب السياسي للحزب الذي كنت انتمي إليه المرحوم رشيد حمو وتهديده لي بالفصل من الحزب إذا التقيت هذا الشخص أي كمال بير ثانية بحجة ان حزبه قد تأسس من قبل الميت الأستخبارات التركية لتصفية القضية الكردية ،مدعيا بقوله لنا علاقات مع أحزاب الشمالية مثل ,DDKD,Pêşeng,Kok ,Kokisî,Ala Rêzgarî جميعهم احزاب وطنية ولنا معهم علاقات جيدة ونحن على اتفاق لأن هذا الحزب أي PKK تأسس للقضاء على الحركة الكردية وايضا نحن والأحزاب الكردية في سورية اتخذنا القرار لعدم النقاش والحوار والاحتكاك مع أعضاء هذا الحزب وأكبر دليل هذا الشخص الذي اجتمعتم به هو تركي لا يجيد الكردية ،وكيف لتركي أن يدافع عن القضية الكردية أنه من الميت التركي وفي معرض حديثه يقول فرحان لم نكن نعلم أنه كمال بير إلا بعد استشهاده مع مظلوم دوغان ومحمد خيري درمش في سجن آمد نتيجة الإضراب عن الطعام 64 يوما ،ونشر صوره مع مظلوم دوغان.
في ذاك الوقت ادركنا أن الشخص الذي التقينا به احد أبطال مقاومة سجن آمد بالطبع هذه حقيقة دونت في تاريخ هولاء المزاودين الذين حاربوا المدافعون الحقيقيون عن القضية الكردية منذ يوم الأول ومنذ أن وطئات أقدامهم روج آفا وسورية.
أما على الساحة اللبنانية بعد وصول أعضاء من الحزب إليها هربا من تعسف الأنقلابيين وظروف الأنقلاب الفاشي وبعد أن تعرف هولاء المناضلون على المنظمات الفلسطينية للإستفادة من تجاربهم العسكرية وليعودوا إلى الوطن،لا كما غيرهم خرجوا من الوطن ولن يعودا …
في لبنان واجههم هناك المدعو صلاح بدرالدين رئيس حزب أتحاد الشعب وحاربهم بجميع الإشاعات والتلفيقات حتى عند الأحزاب الفلسطينية ، حيث كان يقول إن هؤلاء لا يمثلون الذين يقاومون في سجن آمد بل الذين يقومون بالمقاومة هم اعضاء حزب Pêşeng,هولاء مرتبطين بالمخابرات الأمريكية هكذا كان يدعو بدرالدين وفي ذاك الوقت ذاع صيت مقاومة سجن آمد بين الحركات التحررية وكان محل تقدير وأحترام وتعاطف،ودون أن نطيل في سرد تلك الأحداث،لم يمضي وقت طويل على محاولات التزييف والتلفيق،حتى انكشف للمنظمات الفلسطينية كذب ورياء صلاح بدرالدين وأن هؤلاء الكوادر يمثلون المقاومة (مقاومة الزنزانات التركية)وعند اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982 ابدى كوادر الحزب PKK مقاومتهم البطولية في قلعة الشقيف إلى جانب الفلسطنيين وقدموا 11 شهيدا آنذاك،وتحدثت جميع الصحف عن هذه المقاومة،وحتى الإعلام الإسرائلي تحدث عن هذه المقاومة ومن بعدها قدمت المقاومة الفلسطينية مقرا تدريبا للحزب كدليل على الصداقة المشتركة بينهما نعم هكذا كان هؤلاء يبثون الإشاعات عن حركة التحرر الكردستانية في الثمانينات وحاربوا كوادرها بجميع الوسائل،واليوم تستمر تلك الجهات والأطراف البعيدة كل البعد عن القيم والمبادئ الوطنية والثورية بالسير في الاتجاه ذاته، وبالرغم من ان كواد الحزب العمال الكردستاني لم يتخالطوا مع الشعب في ذلك الوقت، ولم يصادروا الحياة السياسية كما يدعون ، هؤلاء وبجهودهم وبتضحياتهم وبأخلاقهم الثورية العالية وبثقافتهم ووعيهم الوطني احتلوا مكانة رفيعة في قلوب الشعب الكردي وفي قلوب الشعوب المناضلة.
صورة اخرى اود الاستشهاد بها في هذا المقالة المقتضبة، في اول طلقة ضد الفاشية التركية في 15 اب عام 1984 قفزة 15 اب اصدر 16 حزب كردي بيانا اظانوا فيه الكفاح المسلح الذي اطلقه العمال الكردستاني، ووصفوا المقاومة المسلحة بعمليات إرهابية يقوم بها الحزب وهم غير مسؤلين عنها كأحزاب كردية،واستغل كنعان افرين قائد الانقلاب هذا البيان وقال لسنا الوحيدين وصفتا لهؤلاء باالإرهابين، وهذا 16 حزب كردي يؤكدون على ما نقول.
يقول الفيلسوف الكبير نيتشه المنحطون في حاجة إلى الكذب إنه أحد شروط بقائهم .
بالطبع من كان يعمل على تشويه سمعة مقاومة هؤلاء الأبطال في وجه الفاشية التركية هم أنفسهم يعملون اليوم على تزييف الحقائق وتلفيق الكذب في عملية سمسارة وارتزاق قلت نظيرها في عصرنا ضدد حزب الأتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب التي قدمت آلاف الشهداء،وهؤلاء هم أنفسهم اليوم يبررون أحتلال تركية ومرت.
بكر حج عيسى : ناشط وسياسي كردي سوري ـ كوباني
– خبر 24
أسبوعين مضت
4 أسابيع مضت