الحدث – وكالات
تمر اليوم ذكرى الاحتفال بإتمام بناء السد العالى، حيت تم الانتهاء من هذا المشروع العملاق في مثل هذا اليوم 15 يناير من عام 1971م، وتطلب بناء السد العالي نقل معبد أبو سنبل وذلك حفاظًا على هذا الصرح الكبير والفريد وإنقاذه من الغرق خلال فترة بناء السد، ولكن كيف تم ذلك؟.
كان المعبد منحوتًا فى الجبال ويعود لعهد الملك رمسيس الثانى فى القرن الـ 13 قبل الميلاد، وهو عبارة عن نصب دائم له وللملكة نفرتارى، للاحتفال بذكرى انتصاره فى معركة قادش، ويتكون من اثنين من المعابد، الأكبر مخصص لثلاث آلهة لمصر فى ذلك الوقت وهم راع-حاراختى، وبتاح، وآمون، ويبرز فى الواجهة أربعة تماثيل كبيرة لرمسيس الثانى، والمعبد الأصغر مخصص للإله حتحور.
وكان معبد أبو سمبل منسيًا حتى 1813، عندما عثر المستشرق السويسرى جى أل بورخاردت على كورنيش المعبد الرئيسى، وتحدث عن هذا الاكتشاف مع نظيره الإيطالى المستكشف جيوفانى بيلونزى، وسافرا معا إلى الموقع، لكنهما لم يتمكنا من حفر مدخل للمعبد، وعاد بيلونزى فى 1817، لكن هذه المرة نجح فى محاولته لدخول المجمع، وأخذ كل شىء قيم يمكن أن يحمله معه.
فى 1960 تم نقل مجمع المنشآت كليةً لمكان آخر، على تلة اصطناعية مصنوعة من هيكل القبة، وفوق خزان السد العالى فى أسوان، وكان من الضرورى نقل المعابد لتجنب تعرضها للغرق خلال إنشاء بحيرة ناصر، وتشكيل خزان المياه الاصطناعى الضخم بعد بناء السد العالى فى أسوان على نهر النيل.
وبدأت حملة تبرعات دولية لإنقاذ المعبد، وبدأت عملية الإنقاذ فى عام 1964، وتكلفت هذه العملية 40 مليون دولار، بين عامى 1964 و1968، فقد تقطع الموقع كله إلى كتل كبيرة (تصل إلى 30 طنا وفى المتوسط 20 طنا)، وتم تفكيكها وأعيد تركيبها فى موقع جديد على ارتفاع 65 م و200 م أعلى من مستوى النهر، وتعتبر للكثير واحدة من أعظم الأعمال فى الهندسة الأثرية، وإن بعض الهياكل أنقذت من تحت مياه بحيرة ناصر.
معبد أبو سمبل أهداه الملك رمسيس الثاني للملكة نفرتاري زوجته الرئيسية ومحبوبته، وتزين واجهته ستة تماثيل ضخمة متساوية الحجم تمثل الملك والملكة في إظهار واضح للمكانة العالية التي تمتعت بها الملكة لدى زوجها، ويمتد المعبد إلى داخل الهضبة بعمق ٢٤م، وتزين جدرانه الداخلية مجموعة من المناظر الرائعة التي صورت الملكة تتعبد للآلهة المختلفة إما مع الملك أو منفردة .