الحدث – القاهرة – بقلم ايمان الدمياطي
_مساء الخير يا مجدي ازيك يا رب تكون بخير .حبيت افكرك ان النهارده عيد ميلاد ابنك “يحيي” ابقي اتصل بيه ح ينبسط اوي لو افتكرت ..يا ريت متنساش
_مجدي النهارده “كنده” عندها ماتش مهم يا ريت تتصل تشجعها بكلمتين عشان خايفه
مجدي يحيي مبيذاكرش ..كام مره قلت لك لازم تتابع يحي لانه في سن مراهقه .. الاولاد محتاجين وجودك وسؤالك عليهم ..مش معني انك مسافر علطول انك تنسي انك اب وتكتفي بانك تبعت لنا قرشين وخلاص..انت مينفعش تهمل ولادك ..مينفعش يا مجدي يحسوا انهم ملهمش اب يسال ويهتم بيهم ..
مجدي تزوج ايات من ٢٠ سنه بعد قصه حب واحلام ورديه ..وفي مقابل الحب اقنعت ايات اهلها بالموافقه علي مجدي حيث كان في بدايه حياته وإمكانيات الماديه ضعيفه ..سافر مجدي لاحدي دول الخليج وعاد بعد عامين مروا ببطء علي ايات ليتمم إجراءات الزفاف في اضيق الحدود نظرا للظروف الماديه ..تم الزفاف بفرحه العروسين وسافرا سويا الي محل عمل مجدي بالخليج .
بدا الزوجان حياتهم الصعبه سويا وتحملوا شوف الحياه حتي يستطيعوا شراء شقه وتاثيها .. وفي اول ٥ سنوات من الزواج رزقهم الله باجمل ما في الحياه يحيي وكنده .
لاحظت ايات ان مجدي لم يفرح في كل مره تبلغه بخبر حملها والمها ذلك الشعور وكسر فرحتها ولم تفهم ايضا عدم فرحته عندما قامت الممرضه باعطاءه الرضيع ليقبله ..لم يشاركها مجدي الاعتناء بالطفل او تحضيره او الخوف عليه عندما ترتفع حرارته واحيانا رفضه لاصطحابه للطبيب بحجه” ان الاولاد كلهم بيمرضوا مش كل مره نجري علي الدكتور ..مش لاقيين فلوسنا”
كان مجدي شخص حريص جدا علي المال يصل احيانا لحد البخل المادي والعاطفي ايضا .
اضطرت ايات للعمل ايضا حتي تكفي احتياجاتها دون ان تحوج ل مجدي ..تحسنت حالتهم الي حد ما بعد عملها وقلت المشاحنات بينهم بسبب الماده.
كانت علاقه مجدي مع الاولاد جافه ..نادرا ما يسمح لهم باللعب معه والاستماع الي حكاياتهم وضحكتهم.. لا يتابع مستواهم الدراسي ولايساعدهم في المذاكره.
حتي في اوقات الفراغ اما يكون مجدي خارج المنزل مع اصحابه ..او في المنزل نايم او يشاهد التليفزيون.
استطاعت ايات بعملها ان تحقق الاكتفاء المادي ولكن لم تحقق الاكتفاء العاطفي ..مجدي هو الحاضر الغاءب .. بخل مجدي عليها عاطفيا كان قاسي.. وصده لكل محاولاتها للتقرب منه كان جارح لانوثتها ..ازداد الجفاء والبعد علي مدي ١٠ سنوات حتي شعرت ان حياتها الزوجيه اصبحت حبر علي ورق .
طلبت ايات العوده الي مصر .. ورجعت الي مصر ومعها طفليها ورجع مجدي الي مقر عمله ..وظلت ايات مع أبنائها في شقتهم التي كانت ثمره كفاهم سويا .
استطاعت ايات ان تجد وظيفه براتب معقول ليعينها علي الحياه بالاضافه الي المبلغ الضعيف الذي يرسله مجدي شهريا لنفقات البيت والاولاد.
ايات هي همزه الوصل بين الاب والأبناء..هي التي تدفع مجدي للسؤال علي الاولاد ومشاركه تفاصيلهم ..احيانا يستجيب واحيانا كثيره يتجاهل طلبها
تساءل الاولاد كثيرا عن والدهم ..لماذا لا يكلمنا ؟؟
مر ١٠ سنوات علي العوده الي مصر وكبر الابناء وكبرت احتياجاتهم ومشاكلهم التي لا تستطيع ايات مواجهتها بمفردها ..
هناك الكثير من العيوب التي تستطيع الزوجه ان تتحملها الا انعدام الاحساس بالمسؤولية والبخل المادي والعاطفي للزوج .
عندما يصل للزوجه الاحساس انها بلا زوج حقيقي وبلا سند يعينها علي الحياه وصعوبتها تصبح الزوجه قويه ظاهريا وهشه داخليا .
عندما تسأل نفسها كل يوم سؤال لم تستطيع ان تجد له حل..لماذا؟ لماذا هو قادر علي الاكتفاء بنفسه فقط ؟
لماذا لا يشاركني الحياه حلوها ومرها ؟
لماذا تخلي عن مسؤلياته تجاه اولاده ..كيف استطاع ان يتجاهلهم كل تلك الاسابيع دون ان يطمن قلبه انهم بخير ؟
لا توجد اجابات تريح العقل والقلب
سوا انه قدرها ان تلعب دور الام والاب معا ..لان زوجها رافض ان يتحمل المسؤوليه كزوج واب واكتفي بدور الممول الجزءي للاسره.
كثير من الشباب والشابات يقدم علي الزواج دون ادراك لكبر المسؤوليه والالتزام بهذا الميثاق الغليظ
يتزوج الشاب لاشباع رغباته الجنسيه بشكل اساسي ويصدم بطبيعه الحياه الزوجيه والروتين اليومي والاطفال بمتطلباتهم واحتياجاتهم وانشغال الزوجه بالابناء ..فيبدء الزوج بالانسحاب من حياتهم جميعا والهروب من الحياه الواقعيه الي خلق حياه افتراضية اخري .
والنتيجه الطبيعيه هي وجود زوجه وام منهكه من كثره الادوار التي تقوم بها ..
وجود ابناء غير مشبعين عاطفيا وفاقدين للاب رغم وجوده وهو اهم مصدر للأمان..فاقدين للتوجيه والحزم والمشاركه والدعم النفسي الذي يعتبر حزام الأمان امام صعوبات الحياه .
ان سوء اختياراتنا وقراراتنا في الحياه لا تنعكس فقط علينا بل علي أبناءنا ايضا.
أسبوعين مضت
4 أسابيع مضت