تحالف أردوغان .. السرَّاج، وعينٌ على ليبيا الفريسة
253
4 سنوات مضت
يحتدم الصراع في الشرق الأوسط بازدياد الشرخ والتصدع بين اللاعبين الدوليين. ومحاولات بعض الدول الإقليمية كإيران وتركيا وخصوصاً تركيا فرض سياستها على الصراع الدائر انطلاقاً من الذهنية العثمانية المريضة هو مؤشر خطير على تقسيم المنطقة وتفتيتها وإعادة رسم خرائطها من جديد والعبث بها بدءاً من سوريا واحتلالِ مدنها وأراضيها والتمدد والتوغل العسكري في ليبيا إلى جانب السراج بتجنيد آلاف المرتزِقة السوريين للقتال في ليبيا، مما دعا بعض المحللين السياسيين والخبراء العسكريين الاستراتيجيين لطرح اسئلة مشروعة لمعرفة ما الذي يعتمد عليه النظام التركي في عملياته العسكرية هذه.
بهذا الصدد يقول موقع شبكة CNN الإخبارية في تقرير لها للكاتب الصحفي الأمريكي كارل بيرنستين: إن جهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالشرق الأوسط سمح لأردوغان العبث به
وأوضح الصحفي الأمريكي في تقريره أن ترامب كان فريسة سهلة للرئيسين الروسي بوتين والتركي رجب طيب أردوغان
ويشير إلى أن الرئيس الأمريكي كان دائماً في مكالماته مع الرئيسين يكون متفاجئاً وغير مستعد بشكل جيد وهو الأمر الذي أدى إلى فشله في الكثير من المناقشات معهما.
وبحسب مصادر (وزراء) مقربين من الصحفي الأمريكي أن أردوغان كان يتلاعب بترامب بسبب عدم كفاية معلوماته حول ملف الشرق الأوسط بشكل عام والملف السوري بشكل خاص وهو الشيء الذي منح اردوغان حافزاً لاستثمار هذا الجهل لترامب والاستفادة منه لاحتلال مدن سورية ونهب خيراتها وهو ما فتح شهية أردوغان للتدخل في الشأن الليبي عسكرياً.
من جانبها قالت وكالة هاوار (ANHA) للأنباء في تقرير لها على لسان المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري خلال حديثه لوكالة سبوتنيك الروسية رصده موقع حزب الاتحاد الديمقراطي:
اتهم المسماري أردوغان بالسعي للوصول إلى الهلال النفطي مهما كان الثمن وبأي شكل من الأشكال وخصوصاً بعدما حققه في طرابلس مشيراً إلى البيان السريع جداً لتركيا الرافض لوقف إطلاق النار، والرد الرسمي لفايز السراج والرافض لوقف إطلاق النار (بعد مبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي) يشكل دليلاً قاطعاً حول النوايا والأهداف التركية في الوصول إلى المناطق النفطية واحتلالها وعقد الصفقات بين أردوغان والسراج ونهب الأموال العامة للشعب الليبي.
وفي هذا السياق تقول صحيفة (الأوبزرفر عربي) في تقرير لها نقلاً عن مصدر أمني مسؤول رصده موقع حزب الاتحاد الديمقراطي
إن حكومة السراج، فوضت محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، بتحويل الديون المتراكمة عليهم لصالح النظام التركي خلال زيارته الأخيرة لتركيا ولقائه الاثنين مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان.
وأضاف المصدر نفسه: إن الديون المتأخرة تشمل سداد صفقة متعلقة بطائرات مسيرة بكل أنواعها”.
و ذكر رمزي الآغا رئيس لجنة إدارة أزمة السيولة في مصرف ليبيا المركزي (شرق البلاد)، أن تواجد الصديق الكبير في تركيا كان كذلك لوضع اللمسات النهائية لتنفيذ الاتفاقية المبرمة بين حكومة السراج والنظام التركي من أجل تعويض الشركات التركية التي كانت لها عقود قبل عام 2011 وتقدر قيمتها بما يقارب ثلاثة مليارات دولار، لافتا إلى أن الصورة التي ظهر فيها الصديق الكبير مع أردوغان ومحافظ البنك المركزي التركي، هي احتفال ببدء تنفيذ هذه الاتفاقية.
وأكد خبراء ليبيون، أن الأموال التي قدمها الصديق الكبير، رئيس المصرف المركزي الليبي، للنظام التركي، وبخاصة الوديعة التي بدون أي عوائد، هي رشوة لضمان استمرار دعم أردوغان لحكومة السراج، غير الشرعية.
وبحسب الاتفاقية الموقعة بين فايز السراج، وأردوغان ستستمر الوديعة في بنوك تركيا لمدة 4 سنوات، وبدون أي فوائد.
ومن جانبه، قال نبيل صالح، المحلل السياسي الليبي: إن ”حكومة السراج غير الشرعية تستمر بإهانة الليبيين، والتفريط بثرواتهم، فعملها الشبيه بعمل المافيا سيؤدي في نهاية المطاف لإعلان إفلاس ليبيا.
وأضاف، أن الأموال التي أخذها أردوغان كفيلة بسد العجز المتفاقم في كل قطاعات الدولة الليبية، مشيرا إلى أن أردوغان يجني حاليا ثمار تدخله العسكري المباشر ضد الجيش الوطني.
وأكد، أن الاحتياطي النقدي الضخم للبنك المركزي الليبي، أسال لعاب أردوغان، ودفعه إلى دعوة الصديق الكبير، الذي لن يعارض في تقديم أي شيء لتركيا من أجل البقاء في منصبه.