تراتيل الصباح
تراتيل الصباح
عبدالرحيم عاوة
في الركن البعيد من المقهى، أجلس في هدوء، أرتشف من سمرة القهوة الكثير من اللذة، أمارس طقوس الصباح كراهب بوذي، أضع بين أصابعي سيجارة شقراء أبادلها نظرات العشق والحب، فوحدها من تنتشلني من غياهب النوم و الحيرة إلى عالم النباهة و الجمال…
بالجوار رجل ستيني عيونه تتراقص، نظراته تحاصرني، تخنق انفاسي، لا يظهر من وجهه سوى القليل، فالكمامة تغطي ما تبقى منه…
قال بنبرة هادئة : ترددت كثيرا ولكن قررت أن أحدثك بشأن موضوع مهم.
قلت : أنا في الاستماع تفضل بالحديث.
قال : يبدو من ملامحك أنك انسان طيب و متعلم ولكن لماذا تقتل نفسك بالتدخين، فهو عادة مميتة وإن كانت لك القدرة على المقاومة الآن، سيأتي عليك وقت ستدفع ثمن ذلك غاليا…
للحظات شعرت بالاحراج الشديد من كلماته، كان محقا في ما قاله، ولكنني وصلت إلى قناعة راسخة لا يمكن تغييرها اطلاقا.” سواء تمتعنا بصحة جيدة أو متهالكة فمصيرنا واحد هو الموت”
شكرته نيابة عن نفسي التي ضاعت في دروب الحياة مند زمن، وعدت لاتمام طقوسي…