الأحد 24 نوفمبر 2024
القاهرة °C

أحمد شيخو يكتب : الحقيقة الكردية في العلاقات الكردية_العربية

الحدث – القاهرة

لتحقيق مقاربة صحيحة للعلاقات الكردية _العربية وفهم أهميتها وحتميتها وكذلك عمقها التاريخي وتدفقها الطبيعي ضمن مجرى الحياة والتعايش المشترك، علينا قراءة تلاقي الثقافتين السامية والآرية ولقاء ثقافة آل عبيد وثقافة تل حلف حوالي (6000_5500) ق.م في ميزوبوتاميا السفلى، وكذلك التعرف على المسار والطريق التلاقي التاريخي بين ميزوبوتاميا وحوض النيل، وصولاً للحاضرالمتأزم ماراً بالمحطات المشتركة في تاريخ الثقافة والحضارة الإسلامية. مستنداً إلى فهم وإدراك صحيح للحقيقة الكردية وثقافتها وقدرتها على التأثير على مجمل مصير المنطقة ونجاح من يتحالف مع الشعب الكردي في الظروف والمراحل المصيرية والصعبة، مع رغبة الشعب الكردي وترحيبه بكافة العلاقات التي تخدم مصالح المجتمعات وشعوب المنطقة مجتمعة . وأيضاً علينا معرفة التعاون والتعاضد والحياة المشتركة والإرادة القوية للمنطقة والانتصارات الكبيرة التي غيرت مجرى التاريخ و التي تشكلت على أثر تشكيل التحالفات العربية والكردية مع شعوب المنطقة في ظل المظلة الثقافية والروحية ومصالح شعوب المنطقة الأمنية ضمن الديانة الإسلامية، وعلينا كذلك الدنو أكثر من فهم الحاضر وتحدياته على أثر تدخلات القوى الخارجية السلبية في المنطقة وتحقيق هيمنة أفكارها الاستشراقية وسياساتها التقسمية والقمعية والاحتكارية عبر العديد من الأدوات السلطوية المحلية .

إن تفاعل ميزوبوتاميا مع محيطها وخاصة مع أرض النيل وجنوب العراق وغرب الخليج العربي أنتجت أسس وأدوات ولوازم وميثولوجيات و ظروف مهدت للمدنيات والحضارات التي ظهرت مثل السومرية وماتلاها من البابلية والاشورية وحتى الهندية والصينية وغيرها وكذلك المصرية الفرعونية، ولاشك أن ثقافة ميزوبوتاميا اليافعة وبجوانبها المادية والمعنوية كانت لها النصيب الأكبر في التمهيد والتحضير والتفاعل لرصف الأرضية المادية والروحية والمعنوية لبدء التاريخ المديني، وهنا ولأهمية هذا اللقاءات التاريخية لابد من التطرق والتعرف إلى النبع والمصدر الذي أنتج وقدم ما تم البناء عليه وتطويره فيما بعد، وهنا علينا أن نقترب من الحقيقة الكردية في قلب الهلال الخصيب في مركزها في ميزوبوتاميا والتي نسميها حالياً كردستان والثقافة الجوهرية الإنسانية التي نبتت فيها وأزهرت في ربوع المنطقة والشرق والعالم .
تمتاز الحقيقة الكردية بجذورها الضاربة في تاريخ المنطقة والإنسانية، ولاشك أن الهلال الخصيب الذي تشغل كردستان مركزها، والتي تقطنها غالبية كردية شهد ثورات وتغيرات كبيرة، شكلت التفاعل المثمر مع المحيط و البداية للتاريخ والحضارة البشرية و كانت المنهل للبشرية ولحضارات المنطقة وهنا لابد من الإشارة إلى التطورات الهامة التي تواجدت في كردستان وشكلت حقيقتها المتينة:
1_ثورة الهوموسابيانس: وهوسلف الأنسان الحالي الذي ظهر خلال 300 ألف سنة الأخيرة من تاريخه حيث تم ارتقائه وتكاثفه بالتزامن مع رقي اللغة الرمزية في ميزوبوتاميا.

2_الثورة النيوليتية: مع انقضاء الحقبة الجليدية الأخيرة قبل عشرين ألف سنة، وانحسار الجليد قد مكّنا من ظهور الثورة الزراعية النيوليتية. وباتحاد الغطاء النباتيّ الوفير للأراضي وغناها الحيوانيّ مع القوة الفكرية للهوموسابيانس، تم الانتقال إلى مجتمع الزراعة–القرية بالثورة النيوليتية، التي تعتبر أكثر الثورات أهمية وعمقاً في تاريخ البشرية.
3_ ثورة اللغة والفكر والثقافة : إن النقلة المعاشة في اللغة والفكر مع ثورة الزراعة والقرية، قد فتحت الطريق أمام تشكيلات اجتماعية غير مسبوقة في عهدها. فتشكلت المجموعات اللغوية–الثقافية الآرية. ويمكننا تعريف أصول الكرد الحاليين بأنها الخلية النواة للمجموعات الهندوأوروبية أو الأصح المجموعات اللغوية–الثقافية الآرية. ولعل بحوث اللغة والثقافة الكرديتين تطفو بهذا الواقع إلى السطح. وكما أن جغرافيا الحياة وتاريخها أيضا يؤيد صحةّ ذلك. وما “غوباكلي تبه” التي نقّبت البحوث في بقاياها مؤخّرا بالقرب من مدينة رها(أورفا) في باكوري كردستان(جنوب شرق تركيا)، و التي كشفت عن دورها المحوريّ كمركز لأقدم قبيلة ودين يمتدّ إلى ما قبل اثنتي عشرة ألف سنة؛ سوى أمثلة مهمة لإثبات جدارة وقوة تلك الثقافة. إذ لم يعثر على مثال عريق ضارب في القدم كهذا في أيّ من بقاع العالم الأخرى. ولدى الأخذ في الحسبان أنّ الدين والقبيلة لا ينفكّان يتمتعان بقوة نافذة، فسيلاحظ أنّ التاريخ والجغرافيا اللذين تستند إليهما يتميزان بمنزلة معيّنة فيها. فبقدر ما يتأثر مجتمع ما بالتاريخ والجغرافيا بنحو طويل المدى وعميق الأثر، فإنّ محليّته وأهليّته تكون قوية ومستدامة بالمثل. وقد تصيّر التأثيرات القوية والراسخة المجتمع في أحداثها التاريخية اللاحقة. وإذا كنا ما نزال نستطيع رصد المزايا العريقة والمحلية للكرد والتي عززت صموده في مواجهة التحديات، فمن الواجب الحديث هنا عن التأثيرات القوية والمستدامة الكامنة في ركيزة هذا الواقع.
4_ثورة ولادة المجتمع القبلي: لا ريب أنّ ظاهرة التحول إلى شعب لم تكن قد تكوّنت بعد في العهد النيوليتيّ. بل نشهد ولادة المجتمع القبليّ آنذاك. فالانتقال إلى العشيرة التي تعدّ شكلا مجتمعياً جديداً بالمقارنة مع مجتمع الكلان، هو تطور ثوريّ عظيم. ويمكننا نعت الثورة النيوليتية بالثورة القبليّة أيضاً. فقد بدأ اختلاف اللغات والثقافات إلى جانب العلاقات شبه المستقرة–شبه البدويّة بالازدهار في المجتمع القبليّ.
وما المركز الدينيّ في “غوباكلي تبه” سوى كعبة عصره، تقصدها القبائل التي تعيش الاستقرار والترحال بنحو متداخل مدى آلاف السنين. لذا، لا يمكن الاستخفاف بنصيب هذا الواقع في بروز العواطف الدينية التي لا تنفكّ راسخة لدى الكرد عموما وفي أورفا خصوصاً وحتى المنطقة.

إننا نتعرف هنا على ثقافة وطيدة تكوّنت قبل الحضارة السومرية المدينية بآلاف السنين، ودامت آلاف السنين. كما ونجد في المسلاّت أمثلة الكتابة الأسبق من أولى حروف الكتابة الهيروغليفية. إنّ نحت تلك المسلاّت قبل اثنتي عشرة ألف سنة، وتحويلها إلى كتابات شبيهة باللغة الهيروغليفية الرمزية؛ يعدّ مرحلة تاريخية نفيسة. لم يولد المجتمع المدينيّ في مصر وسومر من تلقاء ذاته. بل إنه، وكما يثبت هذان المثالان، ينتهل مشاربه بالتأكيد من ثقافة ميزوبوتاميا العليا أي كردستان الحالية المقسمة بين الدول الأربعة وقسمها الكبير في ما تسمى الجمهورية التركية.

البرهان الآخر البالغ الأهمية حول مدى رقيّ الدياليكتيك التاريخيّ في الهلال الخصيب، هو تفاعل الثقافتين ثقافة تل حلف وثقافة آل عبيد والإضافة إلى ماذكر من نشوء الحضارة السومرية والفرعونية، كذلك العلاقات التاريخية بين أسلاف الكرد والبابلين والفرس ومكونات المنطقة والتحالفات التاريخية التي تمت بقيادة الزعيم خودا القادم من جبال زاغروس منبع الشعب الكردي وموطنهم الأزلي والتي دكت قلاع الظلم والطغيان ، حيث دمروا العاصمة آكاد وسووها بالأرض وانتصروا على أول أمبرطور في التاريخ(سارغون) حوالي 2150 ق.م.
كما أن سفر النبيّ إبراهيم من كردستان إلى مصر قبل ما يخمّن بحوالي ثلاثة آلاف وسبعمائة عام. وبعدها قدوم وتنقل موسى وعيسى من أرض الكنعانيين و مصر إلى كردستان والعودة واستناد المدنيتين المصرية والسومرية لتلك الثقافة اليانعة في قوس سلسلة جبال طوروس–زاغروس. يظهر وجود مستوى ثقافيّ باهر في تلك الجغرافية لا يزال تاركا آثاره على التاريخ الاجتماعيّ. من هنا، لا بدّ من إسناد نشوء الحقيقة الكردية إلى هذه الثقافة، ما دامت آثار هذا المركز الثقافيّ لاتزال تعاش بكثافة ملحوظة بين الكرد، وما دام هذا الشعب لا ينفكّ يواصل وجوده كأقدم الشعوب الآهلة في هذه الأراضي رغم كل الحروب والتحديات والصراعات المختلفة التي مرت ورغم فناء الكثير من الشعوب حواليه.
كما أن توافد الهكسوس وقدوموهم حسب الكثير من الرويات من الشمال والغالب انهم من الكرد البدئيين وإسهامهم في بناء مراحل أساسية من الحضارة المصرية الفرعونية، وكذلك العلاقات التي تمت توثيقها بالزيجات السياسية بين الأسرة الثامنة عشرة والميتانيين والحثيين وأيضاً بين البابليين والميتانيين والدور الذي لعبتهم المرأة الكردية في بلاد أزواجهم في بابل و حوض النيل إنما يشير بوضوح إلى وجود مستوى راقي إجتماعياً وسياسياً وثقافياً ودينياً في ميزوبوتاميا العليا وأن هذه الثقافة كانت لها الأثر الكبير في تحول عبادات الأقوام والأمم الأخرى من تعدد الألهة إلى وحدانية الله كما مع أمنحوتب الثالث زوج نفرتيتي .وأن هذه الزيجات تتجاوز البعد البسيط للعلاقة الزوجية بل هي إطار أوسع للعلاقة بين الثقافات والشعوب والتبادل المفيد والسياسة الموفقة.
ووجود الشعب الكردي ورغم ما حصل من انتهاء وفناء بعض الشعوب والمجتمعات واللغات، لاشك يرجع في جزء كبير منه لمجتمعيته وثقافته وتشبثه بموطنه وحضوره القوي فيه و أثره الفعال على ساحة الأحداث في المنطقة وبعلاقاته وتفاعلاته عند المراحل المصيرية مع شعوب المنطقة، ولقد بدأ المجتمع القبليّ بالبروز قبل حوالي ثماني آلاف سنة في سلسلة طوروس–زاغروس. إنها ثقافة عريقة لدرجة وكأنها تعلن عن حضورها من خلال كعبتها الأولى البهية من جهة كوبكلي تبه(خرابي رشكي)، وعبر ثقافتها الموسيقية الكونية الأولى متجسدة في الطبل والمزمار والناي من الجهة الثانية. فما الناي والمزمار سوى تعبير فنيّ لهذه الثقافة. بينما المركز الدينيّ يعدّ تعبيرها الفكريّ. الواقع الكرديّ ثمرة من ثمار هذا السياق التاريخيّ العظيم من ناحية، ومشحون من الناحية الأخرى بالأعراض الدالة على تسمّره وبقائه عالقاً في هذه الثقافة. لذا، لا يمكن إيضاح إصراره على البقاء شعبا قبليّاً ثقافياً بعزو ذلك إلى وضع الدفاع إزاء قوى المدنية وحسب. فلو أنّ تلك الثقافة لم تمتلك جذورا ضاربة في الأغوار وتفاعلاً إيجابياً مع الشعوب والمجتمعات المتشاركة والمحيطة معززاً وجوده وفعاليته عند الشدائد، فإما أنها كانت ستتحول إلى مدنية، أو كانت ستنصهر في بوتقة المدنيات التي نشأت في ربوعها. ونحن شاهدون على آلاف المجتمعات القبليّة المنصهرة بهذا المنوال، والكرد بجانبهم هذا مجموعة شعبية لا مثيل لها وهم عماد مقاومة الاصالة والمجتمعية والإنسانية والأخلاق في وجه المدنيات وأشكال الاستغلال والقمع والنهب والهيمنة حتى اليوم وهم يقاومون داعش الإرهابية وتركيا الفاشية بالنيابة عن الشعوب والمجتمعات الحرة.
التفاعل ضمن الثقافة و الحضارة الإسلامية:
وفي الحضارة والثقافة الإسلامية تم التشارك والتفاعل العربي والكردي بشكل ملحوظ ولحاجة الكرد إلى سد الهجمات من الشمال والغرب تم قبول التحالف مع القوى العربية والإسلامية كونهم كانوا شعب ومجتمع جديد ملحوظة قوتها وسعيها الدؤوب إلى التمدد والتوسع متسلحة بجانبها المعنوي والعقائدي الذي يفور منه العزم والإرادة من الدين الأسلامي الجديد ومن الموطن البكر الذي نبت فيها في الصحراء العربية وقبائلها المتعطشة إلى الاستقرار والحضارة والجنة التي ترسمت في ملامح أراضي ميزوبوتاميا وكردستان .
وهكذا تشكل تحالف تاريخي بعد فترة من حروب السلطة وتبعية الطبقات الفوقية الكردية للسلطنات العربية لتحقيق مصالحها رغم تضرر الثقافات الأرية جميعها من التمدد باسم الإسلام العروبي والسلطوي الذي ترافق مع حملات الغزو أو ما تم تسميته بالفتح الإسلامي، كونها كانت في جزء منها بقصد الهيمنة والحكم والنهب تحت عباءة الدين ونشره للعالم بحد السيف وبأمر ما أطلقوا على أنفسهم خلفاء المسلمين بعد أن أخذوا الملك والخلافة بالدم والنار من أصحاب الرسول وأولاد عمومتهم وقبيلتهم فالتناقض القبلي العصبي الذي ساد قبل الإسلام وخف مع خروج الرسول عليه السلام والدين الاسلامي الحنيف، تزايد بعد وفاته وحدثت الأحداث المؤلمة المعروفة. و كان لاستقبال الشعب الكردي للدين مفهومين أو طريقتين فالطبقات العليا كانت مع السلطة ونهجها السني السلطوي وأما الطبقات الدنيا أو عامة الشعب الكردي وجد نفسه أقرب للطرائق الصوفية العديدة التي تشكلت كحالة مجتمعية روحانية وكذلك إلى التركيبات الجديدة الوسط التي تشكلت من الدين الإسلامي وأدياناتهم السابقة وظهرت هنا العديد والكثير من المذاهب والطرائق، حتى أن الكرد اصبحوا من رواد الروحانية الدينية والديانة الحقيقة وليس من المادية الدينية والسلطوية الدولتية. ولعل هنا نستطيع القول أن الإسلام المجتمعي أو الديمقراطي هو الذي تعاظم وكبر مع الشعب الكردي وهو أحد أوجهه الاسلام الصحيحة والذي مارسه وطبقه سيدنا محمد عليه السلام والصلاة في المدنية المنورة واتفاقية المدنية أو دستور المدينة الصالح لكل الأوقات وحتى لأيامنا هذه بقيمه الديمقراطية واللامركزية والمجتمعية وبالتشارك والحلف الحقيقي بين التكوينات المجتمعية لتحقيق الاستقرار والسلام والحقيقي.
ولعل محطات جابان الكردي و سلمان الكردي وهزيمة الروم وثم البيزنطينيين والساسانيين و الناصر صلاح الدين الأيوبي وأبو مسلم الخرساني و ومروان بن محمد وإبن سينا و الزرياب و ما فعله محمد علي باشا و إبراهيم باشا وسليمان الحلبي العفريني وغيرهم محطات هامة في إطار الثقافة الإسلامية الواسعة والمستوعبة لكل الشعوب وحقوقهم في إدارة مناطقهم والعيش بخصوصياتهم ضمن الدولة أو الخلافة الإسلامية الواسعة وكذلك دفاعهم وتحالفهم مع الشعوب العربية وشعوب المنطقة في الدفاع عن المنطقة أمام كل التحديات كما حصل مع مقاومة المنطقة وشعوبها للهجمات المغولية والتتارية المتوحشة التي استهدفت المنطقة والدين الإسلامي .
السبي العثماني والتدخل الغربي:
لكن الانحدار والفجوات والشروخ وقلة التفاعل بدأ مع السبي العثماني للشرق الأوسط والمنطقة ومع التدخل الغربي الخارجي مع الحرب العالمية الأولى والثانية لتحقيق هيمنة النظام العالمي وتطبيق سياسة فرق_تسد على شعوب المنطقة عبر أدواتها من الدولة القومية والقوموية والإسلام السياسي السلطوي اللذين يشكلان الآن أهم تحديين للعلاقات العربية_الكردية الصحيحة والقائمة على أهمية تحقيق التحول الديمقراطي في الدول الموجودة لتكون أكثر انفتاحاً واستوعاباً لكل تكويناتها المجتمعية وحق الشعوب والمجتمعات في إدارة مناطقها والمضي قدماً لتحقيق الأمة الديمقراطية والكونفدرالية الديمقراطية للشرق الأوسط. مع العلم أن للكرد الموجودون في البلدان العربية التي تشكلت بعد تقسيم المنطقة إسهامات كثيرة ولعل شهادة وزير الحربية يوسف العظمة أكبر دليل وهو الوزير الحربي أو وزير الدفاع الوحيد في المنطقة في العصر الحديث الذي يقاتل ويستشهد في المعركة كجندي مثل بقية الجيش. بالإضافة القائد الكردي عثمان ديقنه، و الذي كان اول قائد يتمكن من هزيمة البريطانيين في تاريخ السودان. وعندما جاء الامير عبد الله بن الحسين من الحجاز إلى معان وانتقل إلى عمان في الأردن في آذار 1921  كان رشيد المدفعي في طليعة مستقبليه مع عدد من الضباط الكرد و الوجهاء الكرد مثل سيدو علي الكوراني  الكردي وعلي الكردي في الأردن وأيضاً أول من شكل القوات الجوية الأردنية وأول مؤسس دار نشر في الأردن كان من الكرد، وغيرهم الكثير في العديد من البلدان العربية كما مع أول رئيس حرس سعودي سعيد الكردي و كذلك الشاعر أحمد شوقي والمخرج عباس العقاد والشيخ محمد عبده والقارئ عبد الباسط عبد الصمد و المخرج أحمد بدرخان وغيرهم في مصر و تواجد حوالي 20 مليون كردي في الدول العربية ماعدا سوريا والعراق وعشرات الألاف من الكرد في اليمن والجزائر وليبيا وفلسطين وغيرها نتيجة التداخل والسفر والتجارة والحروب والعمل في المنطقة من دون أن تكون الحدود القومية الحالية موجودة.
الخلاصة:
بالتالي نستطيع القول هنا أن حلقات التواصل واللقاء والبناء المشترك والتعايش السلمي مازالت مستمرة وتحافظ على حتميتها وحضورها الفعال والمؤثر وهي تتمة لعلاقات ميزوبوتاميا مع أرض النيل وجزيرة العرب ، وكذلك مازالت العلاقات الكردية_العربية محافظة على وجودها رغم كل الاعتداءات عليها مع السبي العثماني و التحديات القادمة مع التدخل الخارجي وفرض أجندته وسياسته وهيمنته على المنطقة، ولقد رأينا أحد أهم فصول القوة والإرادة الحرة والقوية للمنطقة والعلاقة الكردية_العربية في شمال وشرق سوريا والتحالف والعلاقات الاستراتيجية والتي نسجت بمفهوم وفلسفة الأمة الديمقراطية وريادة المرأة الحرة بين الشعبين العربي والكردي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية والذين أسهموا في خلاص الكرد والعرب من الإرهاب ومعهم كل المنطقة والعالم. وهنا تظهر أهمية الفكر والفلسفة التي نبني العلاقات والتحالفات الاستراتيجية حولها والتي تخدم الشعبين العربي والكردي وكل شعوب المنطقة وفق أسس صحيحة وسليمة ومستندة إلى الزخم والحضور الثقافي والتاريخي والعلمي المتراكم منذ ملايين السنين والذي سيغير وجه المنطقة والعالم كما كان دائماً تنتجه التحالفات بين الشعبين العربي والكردي وشعوب المنطقة في مسيرة الحياة في المنطقة. وكما تم القضاء على أول امبرطور وطاغي بتحالف الشعوب أيضاً سيتم خلاص المنطقة وشعوبها ايضاً من المستبدين والطغاة العصريين والمحتليين والإسلامويين والقومويين الفاشيين والتابعين لغير مجتمعاتهم وشعوبهم وأصحاب مشاريع الهيمنة والتسلط والنهب لتغدو الحرية والديمقراطية والتنمية عنوان العلاقات العربية_الكردية

to top