زيارة إلى متحف نجيب محفوظ بتكية أبو الدهب بالقاهرة

الحدث – القاهرة –  أحمد عبد العزيز النجار.

هنا في تكية محمد بك أبو الدهب في حي الأزهر بالقاهرة العتيقة وعلى مقربة من الجامع الأزهر تم إنشاء متحف نجيب محفوظ.

إنه المكان الملهم الذي استوحى منه الأديب العالمي نجيب محفوظ شخصيات وأماكن أغلب رواياته فأنتج أعمالًا خالدة كانت سببًا في حصوله على جائزة نوبل في الأدب عام 1988م، ووصوله للعالمية كما أن هذا المكان قريبًا من المنزل الذي ولد فيه بحي الجمالية.

ترجع بداية فكرة إنشاء المتحف إلى العام 2006م حينما نادى عدد كبير من محبي وعشاق صاحب جائزة نوبل بعد رحيله بضرورة وجود متحف يخلد ذكراه، وبالفعل صدر قرارًا وزاريًا يحمل رقم “804” لسنة 2006، باختيار تكية أبو الدهب “أثر رقم 68” لتكون متحفًا للأديب الراحل.

وفى يوليو للعام 2019م أي بعد مرور حوالي 13 عامًا من الانتظار، تم افتتاح متحف نجيب محفوظ رسميًا والذي بدأ العمل الفعلي على تأسيسه عام 2016م.  

يتكون المتحف من طابقين الأول تم تخصيصه لإقامة الندوات وورش الكتابة وكافة الأنشطة التي تتعلق بالرواية بالإضافة إلى مجموعة من المكتبات التي تزخر بكُتب ومؤلفات نجيب محفوظ نفسه وعدد من الدراسات والأبحاث والرسائل التي تتحدث عنه.

 أما الدور الثاني فيضم مجموعة من القاعات التي تحكى لنا تاريخ الأديب العالمي بشكل مشوق ففيه ستجد قاعة الحارة حيث ستشاهد فيلم تسجيلي مدته حوالى 15 دقيقة عن حارة نجيب محفوظ وتأثيرها عليه مدة الفيلم مسجل بصوت نجيب محفوظ حيث يتحدث عن الحارة التي استلهم منها أفكار غالبية رواياته مثل زقاق المدق وبين القصرين والسكرية وقصر الشوق وغيرها.

وبعدما تنتهى من مشاهدة الفيلم التسجيلي ستجد  قاعتين للأوسمة والنياشين وهما يضمان الجوائز التي حصل عليها نجيب محفوظ خلال مسيرته ومنها جائزة  قوت القلوب الدمرداشية عن رادوبيس وجائزة مجمع اللغة العربية عن خان الخليلى وجائزة الدولة فى الأداب عن بين القصرين وشهادات تكريم من مهرجانات السينما وجوائز من اتحاد الإذاعة والتلفزيون وجائزة كفافيس، ووسام الاستحقاق وجائزة الدولة التقديرية ووسام الجمهورية وجائزة وزارة المعارف عن كفاح طيبة بالإضافة إلى الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة والجامعة لأمريكية بالقاهرة، وجوائز من الإذاعة البريطانية BBC.

ولن تكتمل المتعة دون زيارة قاعة تجليات حيث يوجد بها مكتب محفوظ بكرسيه وستجد لقطات مصورة له أضف إلى ذلك وجود مجموعة من الكتب القيمة الخاصة به.

وعند الإنتهاء ستجد فى قاعة سيرة ومسيرة مقتنيات نجيب محفوظ الشخصية ولوحات تجسد أديب نوبل وسط الناس وعائلته ومقتطفات من تاريخه.

وبعدها ستشاهد فى قاعة السينما مقتطفات من أهم افلام نجيب محفوظ والتى مازالت عالقة فى ذهن المشاهد.

وفى قاعة فيلموغرافيا أنت على موعد مع مشاهدة لقطات مصورة لأهم أعمال نجيب محفوظ والتى تحولت لأفلام سينمائية ومسلسلات جسدها كبار الفنانين.

والأن استعد فأنت على موعد مع قاعة نوبل وجائزتها الشهيرة التى تمنح فى الاداب وقد حصل محفوظ على الجائزة عام 1988م كأول مصرى وعربى ينالها وفى صدر القاعة تعرض شهادة الجائزة بينما يعرض على الجدران تاريخ الجائزة وكلمته التى ألقيت فى حفل تسليمها بالإضافة إلي صور لكل الحاصلين عليها منذ تدشينها فى العام 1901م وحتى عامنا هذا.

وإذا أردت مشاهدة قلادة النيل فعليك بزيارة قاعة رثاءوفى قاعة حلم الرحيل ستعود بالذاكرة إلى عام 1994م إلى الذكريات المؤلمة حينما تعرض نجيب محفوظ إلى محاولة اغتيال من إرهابيين طعناه فى عنقه وتجاوز تلك التجربة المرعبة ليكمل مشواره الأدبى لأكثر من عقد من الزمان وفى قاعة حلم الرحيل يطالعنا نجيب محوظ بمقولاته عن الحياة والموت ومحاولة اغتيال ولحظات مرضه واحتضاره.

يضم متحف نجيب محفوظ مقهى الحرافيش فهو ملتقى لمحبى نجيب محفوظ والحرافيش الجدد حيث ارتبط أدب نجيب محفوظ بالحرافيش، والحرافيش اسم أُطلق على أصدقاء نجيب محفوظ الذين كانوا يجتمعون بشكل اسبوعى فى منزل أحدهم ومنهم الفنان أحمد مظهر والروائى عادل كامل والطبيب يحيى الخاوي. وقد صدر لأديب نوبل رواية بهذا الاسم ” رواية الحرافيش”

فسلامًا على من رحل عن دنيانا ومازالت أعماله خالدة يتدارسها الباحثون وتجسدها شاشات السينما والتلفزيون، وسيرته طيبة تتناقلها ألسنة المحبين وتفتخر بها الأجيال.