الحدث – القاهرة
فى 2017 سقط تنظيم الدولة الإسلامية ” داعش ” في العراق وسوريا و اختفى أغلبية مقاتليه والذين كان يقدر عددهم بالألاف و أكد معظم الباحثين و المصادر الإستخباراتية أن أغلبهم اختفى كخلايا نائمة، فى سوريا و العراق أو فر إلى دول مجاورة مثل تركيا وإلى دول أوروبية مختلفة، و تشير المصادر – في هذا الشأن – إلى أن أوكرانيا كانت تشكل وجهة مثالية ، نظرا لضعف الحكومة وأجهزة الأمن والجيش وانتشار الفساد الذي يسمح بتسهيل الإقامة لأشخاص لا ترغب أي دولة في العالم في إقامتهم لديها و مع حالات النزوح الجماعى من أوكرانيا و الإرتباك فى الساحة الأوكرانية و الحدود فإن الوضع بات أكثر مثالية لتوجه المزيد من العناصر الإرهابية التابعة للتنظيمات الجهادية و من بينها “داعش” إلى الأراضى الأوكرانية , لرفع راية الجهاد فى مواجهة الجيش الروسى و ما يزيد من إحنمالية ذلك , الرضى الأمريكى , أو التسهيلات الأمريكية , و الدعم اللامحدود لمثل هذه التنقلات .
و قد يرى البعض عدم وجود أدلة واضحة , ومحددة عن وجود مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية في أوكرانيا، ولكن في ظل الظروف الحالية ، فالوضع بالتأكيد يشكل ، عامل مهم لجذب عناصرالتنظيم ، نظرا لسهولة التواجد والقرب من أوروبا وإمكانيات التنظيم فى التسلح ’ وإعادة بناء قوته العسكرية بمساعدة الأيادى الخفية ” الإستخبارات الأمريكية “.
وما يثير التساؤلات ، هو إعلان السلطات الأوكرانية عن وجود أكثر من 20 ألف متطوع أجنبي، بعد أيام معدودة ، من دعوة الرئيس الأوكرانى لتطوع الأجانب لقتال الروس والدفاع عن أوكرانيا، فكيف كان هذا العدد من المقاتليين الاجانب فى أيام قليلة ؟ .
و هنا لابد من الإشارة إلى , علاقة التنظيمات الشيشانية بالتنظيمات الأوكرانية , وعلاقة كلاهما بتنظيم الدولة الإسلامية ” داعش ” .
فالمقاتلون الشيشانيون ظهرو إلى جانب الأوكرانيين وضد الروس عام 2015 في ثلاث كتائب هى … “كتيبة الشيخ منصور” ، و هي أحد أهم هذه الكتائب الشيشانية و تم إختيار هذا الاسم لأن صاحبه قاد المقاومة الشيشانية في القرن الثامن عشر ضد حملة الإمبراطورة الروسية “كاثرين العظمى” للتوسع في منطقة القوقاز، وتتألف هذه الكتيبة من عدد من مئات المقاتلين.
ثم “كتائب المتطوعون الأوكرانية” لمواجهة الغزو الروسي و ما أطلق عليه حينها “الحركات الانفصالية الأوكرانية ” و التى انتهت باحتلال جزيرة القرم وانفصال إقليمي دونيتسك ولوغانسك، ومعظم هؤلاء المقاتلين كانوا قد فروا من الشيشان بعد سقوط جمهورية إشكيريا الشيشانية عام 2009، بعد أن خاضوا معارك شديدة مع الروس على مدى عدة سنوات .
و تأتى بعدها “كتيبة دودايف”، التي تحمل اسم جوهر دودايف أول رئيس للشيشان بعد انفصالها عن روسيا، , وقد اسسها القائد العسكري الشيشاني عيسى موناييف عام 2015.
و بالنظر إلى البعد التاريخى فإن , أحد أهم الأسباب لقتال الشيشان في أوكرانيا هو تسديد دين، أو رد الجميل , و ذلك لأن المقاتلين الأوكرانيين بقيادة أولكسندر موزيشكو المسؤول عن “القطاع الأيمن” كانوا قد قاتلوا في الشيشان مساندة لهم , ضد الجيش الروسي .
و عن علاقة كلاهما بتنظيم الدولة فقد تأكد أن المقاتليين الشيشان كانوا و لازالو من أهم روافد تنظيم الدولة الإسلامية ” داعش ” بل إن معظم القادة العسكريين أولى البأس كانوا من الشيشان
و من بين كل الدول التي يجند منها تنظيم “داعش” مقاتليه , كانت روسيا في المقدمة، ومعظم هؤلاء المقاتلين كانوا ينحدرون من جمهورية الشيشان , و عبد لهم الطريق لداعش الممرات الأمنة من خلال الأراضى التركية , و مع تزايد أعداد المقايلين الشيشان و امتلاكهم الخبرات القتالية الكبيرة , و صمودهم فى أرض المعارك , جعل منهم الورقة الرابحة فى التنظيم و منحهم شعبية قوية داخله ، بحسب تعبيرات بعض العائدون من التنظيم
هذا و للحديث بقية .