الأحد 24 نوفمبر 2024
القاهرة °C

هل سيفعلها ترامب ويعلن أنا أو من بعدي الطوفان

نوري سعيد

أنظار العالم كله تتجه نحو أمريكا وما ستؤول إليه الأمور في كانون الثاني القادم بسبب عناد ترامب وعدم قبوله بالهزيمة والتي باتت تشكل قلقاً جدياً ليس لدى أمريكا فقط بل لدى العالم أجمع، لأن أمريكا تعد القوة العظمى الأولى من كافة النواحي، وإذا حدث أي خلل لهذه القوة ستكون آثارها كارثية،

فأمريكا ليست الاتحاد السوفيتي التي انهارت ورغم ذلك حافظ العالم على توازنه، وحتى الحرب العالمية الأولى والثانية ورغم الكوارث عادت الحياة إلى طبيعتها، إلا أن أمريكا فإنها حالة أخرى تماماً مع كل المساوئ التي تتصف بها من مخططات تآمريه، لأن لا أحد ولا أي قوة أخرى يمكن أن تملأ الفراغ الأمريكي في حال حصل ذلك، وسوف يتحول العالم إلى غابة، إلى (حارة كل مين أيدو ألو) كما يقال، وإذا كانت الصين وروسيا تعتقد أن بإمكانهما ضبط إيقاع العالم في غياب الدور الأمريكي فهما واهمتان، فأمريكا دولة قامت على العلم والمعرفة في كافة مجالات الحياة، وأنظار العالم ترنو دائماً إليها عند حدوث أية كارثة على مستوى العالم،

طبعاً نحن لا ندافع عن أمريكا ولا نطبل ونزمر لها، لا بل نحن نرفض الكثير من سياساتها التآمرية على شعوب العالم المضطهدة، ولكن الحقيقة يجب أن تقال، فعندما أعلنت روسيا عن لقاح سبوتنيك في ظل انتشار فيروس كورونا التي تجتاح العالم، مع احترامنا للعلماء الروس، فإن ذلك لم يحظَ بأي اهتمام، لا بل عارض خبراء روس مختصون بعلم الفيروسات تصريح بوتين واعتبروه سابقاً لأوانه ويحتاج إلى مدة أطول حتى يثبت فعاليته، بمعنى عندما نتحدث عن أمريكا فإننا نتحدث بشكل موضوعي،

فانهيار أمريكا أو ضعفها في حال استمر ترامب على عناده وعمت في أرجائها الاضطرابات فإن مصير العالم كله سوف يصبح على كف عفريت، لذا نتمنى ليس حباً بأمريكا ولكن تجنباً لما قد يحصل، أن تثبت أمريكا نفسها بأنها دولة مؤسسات والرئيس فيها لا يملك كل الصلاحيات وأن يقبل الجمهوريون الموالون لترامب بما سوف يصدر عن المحكمة الفيدرالية العليا بخصوص نتيجة الانتخابات وأن يتراجع ترامب عن عناده لأن مصلحة الأوطان فوق كافة الاعتبارات الأخرى،

حتى لا يعود شبح ما حصل في أمريكا إبان مقتل فلويد والتي كادت أن تفجر المجتمع الأمريكي داخلياً لولا الركون إلى التعقل والحكمة، وعلى ترامب أن يتنازل عن الرئاسة وإذا أراد الاستمرار في التحدي فأمامه انتخابات 2024 وبإمكانه أن يترشح من جديد وكفى أمريكا عنتريات ترامب، لأن ما يوجد من عناترة على المستوى العالمي يكفينا حتى يأتي السيد ترامب ويزيد في الطنبور نغماً.

to top