قالت مسودة مذكرة لمنظمة الصحة العالمية اطلع عليها أعضاء مجلس الأمن الدولي، إن منظمات الإغاثة العاملة مع الأمم المتحدة تريد من مجلس الأمن أن يسمح بشكل عاجل باستخدام معبر حدودي عراقي مع سوريا لتسليم الإمدادات للمساعدة في مكافحة وباء فيروس كورونا. غير أن نسخة محدثة من المذكرة، بتاريخ يوم الثلاثاء، حذفت المناشدة المباشرة بإعادة فتح معبر تل كوجر بعد نحو أربعة أشهر من توقف استخدامه في عمليات الأمم المتحدة بسبب معارضة روسيا والصين.
ولم ترد منظمة الصحة العالمية حتى الآن على طلب للتعليق.
وتثير هذه الخطوة احتمال تأجيج الانتقادات – التي يصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب- للمنظمة التابعة للأمم المتحدة بأنها تسمح لنفسها بأن تؤثر عليها بعض الدول.
وكان ترامب قد أوقف في وقت سابق من هذا الشهر التمويل الأمريكي لمنظمة الصحة العالمية التي مقرها جنيف، بينما تعكف واشنطن على مراجعة تعامل المنظمة مع وباء فيروس كورونا، واتهم المنظمة بالتركيز أكثر من اللازم على الصين. وتنفي منظمة الصحة ذلك.
وقال لويس شاربونو، مدير شؤون الأمم المتحدة في منظمة هيومن رايتس ووتش، بخصوص التغييرات التي أدخلت على المذكرة “يجب أن تقف منظمة الصحة العالمية ثابتة ولا ترضخ للضغوط من القوى الكبرى. الأمر يتعلق بإنقاذ الأرواح، وليس تجنب الانتقادات”.
وأضاف “ينبغي لمجلس الأمن على الفور أن يجدد التفويض باستخدام معبر تل كوجر”.
وخلال اجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع الإنساني في سوريا يوم الأربعاء، دعا عدد من الأعضاء المجلس إلى المساعدة في تعزيز عمليات نقل المساعدات عبر الحدود إلى سوريا.
وقالت كيلي كرافت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إنه ينبغي بحث كل الخيارات بما في ذلك استخدام معبر تل كوجر.
لكن فاسيلي نيبينزيا سفير روسيا لدى الأمم المتحدة قال: “نحث زملاءنا بقوة على ألا يضيعوا وقتهم في البحث عن سبيل للدفاع، بشكل صريح أو ضمني، عن العودة إلى استخدام تل كوجر”.
وأعلنت سوريا تسجيل 43 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، إحداها في شمال شرق البلاد، وثلاث وفيات.
وقالت مذكرة منظمة الصحة العالمية المحدثة: إن التأثير الحقيقي لفيروس كورونا في سوريا يمكن أن يكون “كارثياً حقا”.