الحدث – القاهرة – وكالات
نشاهد، اليوم، منحوتة “المجاعة” وهى عبارة عن نصب تذكارى للمجاعة الأيرلندية، التى استمرت بين عامى 1845 و 1849 وكانت أكبر كارثة فردية أثرت على التاريخ الأيرلندى، والمنحوتة من إبدع “روان جيليسبى” 1997 وموجودة فى مدينة “دبلن”.
ويظهرالنصب التذكارى الحالة الصحية التي وصل إليها الشعب جراء هذه الأزمة الكارثية من شحوب وفقدان للقدرة على الفعل.
ويختلف المؤرخون عن السبب الأهم وراء هذه المجاعة الكبرى، فبريطانيا احتلت البلاد فى عام 1801م وكانت تمارس التمييز والتفرقة العنصرية والدينية، بين سكان أيرلندا المحليين، إضافة إلى استيلائها على الأراضى الزراعية فى الوقت نفسه الذى يواصلون فيه فرض الضرائب، كما مارست اضطهادا دينيا ضد الكاثوليكيين، حيث تم منعهم من تملّك الأراضى الزراعية ومن حقوق الانتخاب والتعليم ودخول البرلمان الأيرلندى حينذاك.
كانت المجاعة ناتجة عن آفة البطاطس (الفطريات)، التى تم إحضارها عن غير قصد فى البداية من أمريكا الشمالية إلى البر الرئيسى لأوروبا وشقت طريقها فى النهاية إلى أيرلندا خلال صيف عام 1845، ولم يكن غريبًا أن تكون المحاصيل قد فسدت.
وما لم يدركه ثمانية ملايين شخص كانوا يعيشون فى أيرلندا فى ذلك الوقت هو أن محاصيل البطاطس ستفسد خلال السنوات الأربع المقبلة، وأن الكارثة ستؤدى إلى موت وهجرة الملايين من شعوبها، فقد كانت البطاطس هى النظام الغذائى الأساسى للشعب الأيرلندى فى ذلك الوقت وكانت الطعام الوحيد الذى كان فى متناول الجماهير.
مات أكثر من مليون من سكانها من المرض والمجاعة ومن خلال الهجرة انخفض عدد سكان أيرلندا بنحو مليونى شخص آخرين.
وتظل هذه الأزمة في التاريخ الأوروبى والإنسانى واحدة من الكوارث الكبرى التي وقعت في العالم الحديث.