ماذا يحدث خلف قضبان سجون مرتزقة الاحتلال التركي بعفرين..؟!
322
4 سنوات مضت
تعذيب بطرق وحشية؛ كسر للعظام، صعق بالكهرباء، وسلخ للجلد، وذبح، وطرق أخرى للتعذيب يمارسها الاحتلال التركي ومرتزقته وبخاصةالسلطان مراد وأحرار الشام في سجونهم مع سجناء عفرين الذين ذاقوا الموت تحت أيديهم، ومن بينهم شاهدة عيان نجت منهم؛ روت كيف كانوا يعذبون المسجونين ولا سيما نساء الكرد..
منذ احتلالها لعفرين في 18 آذار 2018 ودولة الاحتلال التركي تمارس الجرائم بحق الأهالي في عفرين وبقية المناطق التي احتلتها، ويومًا عن يوم تُكشف هذه الممارسات، عبر شهود عيان شاهدوا الجرائم بأعينهم؛ المواطنة سارا، وهذا اسم مستعار بسبب رفضها الإفصاح عن هويتها لأسباب أمنية، واحدة من مئات الذين تمكنوا من الخروج من عفرين.
سارا تمكنت من الخروج من عفرين والوصول إلى مدينة كوباني عن طريق بعض المهربين، وأوضحت أن مرتزقة الدولة التركية ألقوا القبض عليها في أوائل شهر نيسان عام 2018 بتهمة التعامل مع قوات سوريا الديمقراطية في بادئ الأمر، ومن ثم اتهموها بإخفاء الأسلحة في منزلها، وقالت: “بعد إجراء عمليات التفتيش في منزلي وبالرغم من عدم وجود أية دلائل اعتقلوني مرّة أخرى”.
وبهذا الصدد؛ قالت سارا لوكالة أنباء هاوار: “أغمضوا عينيّ وأخذوني إلى مدينة كلس وبعدها حولوني إلى محكمة ومن ثم سجنوني في أحد سجون مدينة عفرين”، وبيّنت: “في السجن كان المعتقلون من النساء والرجال يتعرضون للتعذيب بطرق وحشية، وكان يتم كسر عظامهم وصعقهم بالتيار الكهربائي، وفي بعض الأحيان يسلخ جلدهم”.
وأكدت سارا: “ممارسات المرتزقة لم تتوقف هنا فحسب، بل رأيت بعينيّ كيف ذبح المرتزقة أربعة شبان تتراوح أعمارهم ما بين 25 إلى 30 سنة في سجن مدينة كلس، بتهمة انضمامهم إلى قوى الأمن الداخلي في عفرين قبل الاحتلال، وأيضًا فقد رجل مسن حياته إثر تعرضه للتعذيب الشديد من قبل المرتزقة في المعتقل”.
بقيت سارا في السجن مدة خمسة أشهر وخلال تلك الفترة قطع المرتزقة الماء والطعام عنهم، وتقول سارا: “كانوا يطعموننا من لحم الخنازير والطعام العفن”.
سارا أوضحت أن المرتزقة كانوا يحاولون باستمرار التحرش بالنساء في السجن وافتعال المشاكل معهن، وكانوا يعذبون النساء بطرق وحشية كضربهن بالسياط ووضعهن في الدواليب.
وبيّنت أن السجناء كانوا يتعرضون للتعذيب على يد فصيلي السلطان مراد وأحرار الشام التابعة لمرتزقة دولة الاحتلال التركي والذين كانوا يعملون فيما يسمى بالشرطة المدنية في مدينة اعزاز، وكانوا يقولون بأن “تعذيب نساء الكرد حلال”.
وكشفت سارا أنها شاهدت تعذيب امرأة من قرية بعدينا في مدينة عفرين عُلقّت من قدمها وتعرضت للضرب حتى أغمي عليها وامتلأ فمها بالدم، نتيجة ضربها بطريقة وحشية.
ووثّقت تقارير دولية ارتكاب مرتزقة الاحتلال التركي جرائم ضد النساء والأطفال في كل من منطقتي عفرين وسري كانيه/ رأس العين، بشكل خاص، حيث ذكر تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة الأخيرة بشأن سوريا أن دولة الاحتلال التركي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 49 امرأة كردية من سري كانيه وعفرين، في حين أظهرت لقطات فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت سابق احتجاز عناصر مما تسمى بفرقة 22 (لواء الحمزة) لإحدى عشرة امرأة كردية معهم طفل رضيع.
وأكدت سارا وجود 23 امرأة و20 مسناً وقرابة 50 طفلاً تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة إلى اثني عشر عاماً في السجن الذي كانت تمكث به، وتقول: “المرتزقة كانوا يقومون بتعذيب الأطفال ويأسرونهم لخدمتهم”.
ونوهت سارا إلى أنه: “تم إطلاق سراحي بعد إثبات بطلان التهم الموجهة لي”.
لا تستطيع سارا الآن العودة إلى عفرين نتيجة الوضع الأمني الخطير وغير المستقر هناك، وأوضحت: “أخشى أن أتعرض للاعتقال وللتعذيب والخطف مرة أخرى، بصعوبة تمكنت من الخلاص والخروج من عفرين عن طريق بعض المهربين إلى كوباني”.
وناشدت سارا الأهالي بعدم العودة إلى عفرين حتى تحريرها، ودعت المنظمات الدولية والحقوقية الخروج عن صمتها وفضح الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية في عفرين.