بير رستم
بخصوص اتصال السيد أوجلان بأخيه والتوقيت وما جاء فيه، تساءل أحد الأصدقاء؛ ماذا يمكن أن نستشف منها ولما جاء الاتصال في هذا التوقيت وذلك من دون أن تكون هناك ضغوطات شعبية، بمعنى حراك من الشارع ضد سياساته -رغم عدم اتفاقي معه في ذلك حيث أرى بأنها أكثر مرحلة خطرة على أردوغان وحكومة العدالة والتنمية- وكذلك تساءل؛ ما هي استفادة تركيا من ذاك الاتصال والدور الأمريكي في تقارب الصف الكردي .. وتوضيحاً يمكنني الإفادة بما يلي؛ لا خلاف بأن تركيا تحاول قدر الإمكان الاستفادة من كل الأوراق ومنها قضية الاتصال ونحن بدورنا يجب أن نحاول قدر الإمكان الاستفادة مما لدينا أوراق وملفات .. نعم أتفق معك؛ بأن هناك ضغط أمريكي ليس فقط علينا وكذلك على تركيا وأن أردوغان يحاول الاستفادة قدر الإمكان وهو يعلم، بأنه في أضعف حالاته بعكس ما يتوهم البعض حيث على الصعيد الداخلي؛ إنكماش اقتصادي وضعف سياسي بانشقاق عدد من القيادات السابقة لحزب العدالة والتنمية وتشكيل أحزاب جديدة .. أما على الصعيد الإقليمي والدولي فهو يشعر بأنه متورط في أكثر من ملف ومنطقة وبدأ يشعر بأنه قد حانت لحظة الحساب وبالتالي يريد الخروج منها بأقل الخسائر وبالأخص في سوريا وليبيا، كما أن الأوربيين أفشلوا ورقة اللاجئين التي كان يهدد بها ولا ننسى العقوبات الأمريكية بخصوص الصواريخ الروسية واحتلال بعض المناطق في شرق الفرات.
وهكذا فإن أردوغان ومعه ما تبقى من فريق “العدالة والتنمية” بدؤوا يشعرون بالخطر الحقيقي يهددهم ويهدد مستقبلهم السياسي وبأن أحد أسهل الطرق وأقل كلفةً لهم هو إحياء عملية السلام مع حزب العمال الكردستاني برعاية أمريكية وإلا فلربما يخسرون الحكومة في إنتخابات مبكرة وتكون النهاية الحتمية لأردوغان كسياسي وأفول نجمه ولذلك فأعتقد هو يبحث عن حبل نجاة وأعتقد بأن الأمريكان ربما يساعدوه كي يقطعوا الطريق لانقلابات عسكرية جديدة بتدبير من الدولة العميقة أرغانكون حيث دون ذاك؛ أي مساعدة أردوغان يعني زيادة خضوعه -ونقصد هذا الأخير مع حكومة العدالة والتنمية- لسياسات الدولة العميقة وهذا ما ليس في صالح الأمريكان، لكن هل سيكون بمقدور أردوغان وما تبقى من فريقه القديم النجاح والإفلات من براثن الدولة العميقة بعد أن بتر أطرافه بيديه كأي أخطبوط أحمق؟! .. باختصار؛ أردوغان ما زال يضع رجلاً لدى أرغانكون والراس والرجل الآخر عند الناتو والأمريكان!
أسبوعين مضت
4 أسابيع مضت